1 اذا كان فى الحاجات مهلا الى غدا

فداك يكن طردا لمن كان عارف

قال شمس الدين بسك تفسر ، ويلك ابنك افضل من بنتى ، وتشبهه لها ، والله ما انت الا بلا عقل ولا لك محصول ، وتقول ان نحن شركا فى الوزاره ، 70 وما ادخلتك معى فيها الا تساعدنى وحتى لا ينكسر خاطرك ، والان فوالله ما بقيت ازوجها لولدك ولو وزنت تقلها دهب ، وانا ارضى ولدك لى صهرا ، ووالله لا زوجتها له ابدا ولو سقيت كاس الردا . فلما سمع نور الدين كلام اخوه اغتاض غيظا شديدا وقال يا اخى ما تزوج ابنى لابنتك . قال لا ، ما ارضى ولا اسمح له بقلامة ظفرها ، ولولا انا الساعه بايت على سفر كنت 75 فعلت معك العبره ، ولكن ادا اتيت من سفرتى اوريك ما تقتضى مروتى . فازداد نور الدين غيظا وحنقا وغاب عن الوجود وكتم ما به ، وسكت اخوه ، 8/26و وبات كل واحد فى ناحية وهو ملان غيظا على الاخر ،

وبات الصغير غضبان. فلما اصبح الصباح طلع السلطان الى الاهرام وغدا صحبته شمس الدين الوزير ، وكانت نوبته . فلما سافر ، اصبح نور الدين على وهو من الغيظ 80 غير خلى ، وفتح خزانته وعبى خرج صغير وملاه دهبا لا غير وافتكر كيف نهره اخوه وسفه فيه فانشد يقول شعر (81) :

1 سافر تجد عوضا عمن تفارقهم

وانصب فان لديد العيش فى النصب

7 ما فى المقام ارى عزأ ولا اربا

من غربة فدع الاوطان واغترب

3 انى رايت وقوف الماء يفسده

ان ساح طاب وان لم يجر لم يطب

4 والشمس لو وقفت فى الفلك دايمة

لملها الخلق من عجم ومن عرب

5 والبدر لولا افول منه ما نظرت

اليه فى كل حين عين مرتقب

6 والاسد لولا فراق الغاب ما افترست

والسهم لولا فراق القوس لم يصب