الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة
الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة
Daabacaha
(بدون)
Noocyada
الكلمة الرابعة والثلاثون: أكل المال الحرام
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وبعد:
قال تعالى: ﴿وَلَا تَاكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الحُكَّامِ لِتَاكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ١٨٨].
قال ابن عباس ﵁: هذا في الرجل يكون عليه مال وليس عليه فيه بينة، فيجحد المال، ويخاصمهم إلى الحكام وهو يعرف أن الحق عليه، وأنه آثم آكل للحرام (^١). اهـ.
وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَاكُلُونَ أَمْوَالَ اليَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَاكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾ [النساء: ١٠]. روى الترمذي في سننه من حديث كعب بن عياض ﵁: أن النبي ﷺ قال: «إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً، وفِتْنَةُ أُمَّتِي الْمَالُ» (^٢).
ومما يُلاحظ، تساهل كثير من الناس في أكل المال الحرام، وذلك مصداقًا لقول النبي ﷺ: «لَيَاتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يُبَالِي الْمَرْءُ بِمَا أَخَذَ الْمَالَ، أَمِنْ حَلَالٍ أَمْ مِنَ حَرَامٍ؟ !» (^٣).
(^١) تفسير ابن كثير (٢/ ٢١٠). (^٢) سنن الترمذي برقم (٢٣٣٦)، وقال: حديث حسن صحيح غريب، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم (٢١٤٨). (^٣) صحيح البخاري برقم (٢٠٨٣).
2 / 193