الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة
الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة
Daabacaha
(بدون)
Noocyada
البلاء أو دفعه، فإن اعتقد أنها تدفع أو ترفع البلاء بنفسها فهذا شرك أكبر.
القسم الثاني: شرك خفي، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف: ١١٠].
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -: وهذا الشرك بحر لا ساحل له وقل من ينجو منه؛ فمن أراد بعمله غير التقرب إلى الله تعالى فقد أشرك في إرادته ونيته.
والإِخلاص أن يخلص لله في أقواله وأفعاله ونيته وإرادته؛ فإن هذه هي الملة الحنيفية؛ ملة إبراهيم ﵇ التي أمر الله بها عباده كلهم، ولا يقبل من أحد غيرها، وهي حقيقة الإِسلام (^١). اهـ.
قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ﴾ [آل عمران: ٨٥].
روى ابن خزيمة في صحيحه من حديث محمود بن لبيد ﵁، قال: خرج النبي ﷺ فقال: «أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَشِرْكَ السَّرَائِرِ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا شِرْكُ السَّرَائِرِ؟ قَالَ: «يَقُومُ الرَّجُلُ فَيُصَلِّي فَيُزَيِّنُ صَلَاتَهُ جَاهِدًا لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ النَّاسِ إِلَيْهِ، فَذَلِكَ شِرْكُ السَّرَائِرِ» (^٢).
وإنما سُمي الرياء شرك خفي لأن صاحبه يظهر أن عمله للَّه، وقد قصد به غيره أو شركه فيه، وزيَّن صلاته لأجله (^٣).
والنيات والمقاصد وأعمال القلوب لا يعلمها إلَاّ اللَّه ﷾.
(^١) الداء والدواء لابن قيم الجوزية (ص: ١٨٤). (^٢) صحيح ابن خزيمة (٢/ ٦٧) برقم (٩٣٧)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (١/ ١٩٩) برقم (٣١). (^٣) الدين الخالص (٢/ ٣٨٥).
1 / 136