الدعوة إلى الله فوائد وشواهد
الدعوة إلى الله فوائد وشواهد
Daabacaha
دار القاسم
Noocyada
الجانب فقد قال –﷿ في كتابه الكريم مخاطبًا النبي ﷺ: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ [القصص: ٥٦]، وسبب نزول هذه الآية موت أبي طالب، وكان النبي حريصًا على هدايته في حياته وعند موته، فلم يتيسر له ذلك، ودعا له بعد موته ونهي عن ذلك.
في الصحيح عن ابن المسيب عن أبيه، قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله ﷺ وعنده عبد الله بن أبي أمية وأبو جهل فقال له: «يا عم: قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله» فقالا له: أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فأعاد عليه ﷺ فأعادوا، فكان آخر ما قال: هو على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول لا إله إلا الله، فقال النبي ﷺ: «لأستغفرن لك ما لم انه عنك» فأنزل الله: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾ [التوبة: ١١٣].
فإذا قام الداعي بواجب الدعوة إلى الله – ﷿ فإذا قام الداعي الدعوة إلى الله –﷿ ولم يقدر -سبحانه- هداية المدعو فليس هذا مجالًا للإحباط والتراخي بل هو مجال لمعرفة حق الله –﷿ وحكمته في هداية من يشاء ومن عباده.
وقد قال –سبحانه- في الآية الأخرى مسليًا ومواسيًا: ﴿فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ﴾ [فاطر: ٨]، وقال تعالى: ﴿وَمَنْ
1 / 46