155

البواكير

البواكير

Daabacaha

دار المنارة للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Goobta Daabacaadda

جدة - المملكة العربية السعودية

Noocyada

ولا يُرى لنا كيان، أو أن نعيش فقراء عاجزين (والفقر أخو الموت وحليف الدمار)، أو أن نخرج من بلادنا وندع أوطاننا ثم نذهب بين سمع الأرض وبصرها فنصبح أحاديث! كأني بالقارئ يصيح بي وقد بلغت به إلى هنا مَغيظًا محنقًا: إذا كان هذا مقالك وأنت راض قرير العين، فماذا تقول لو سخطت وغضبت؟ وما خبر هذه الجمعية التي عقدت عليها مقالك؟ أَعْلِمْنا علمَها فقد أطلتَ علينا مقدمتك حتى لتظننا قد مللنا. * * * مهلًا يا سيدي القارئ، فهذا خبر الجمعية يأتي. ولكن قل لي قبلُ: ألستَ تشعر بأن هذا زمان الجماعات، وأنه لا بد لنا إذا أردنا أن نضرب في الحياة بالسهم الوافر من إنشاء الجمعيات تعمل على تحسين الأخلاق وإصلاح المجتمع، وتأليف الشركات تَجِدّ في رفع مستوى صناعتنا وتوسيع نطاق تجارتنا؟ إنك تشعر بهذا كله لا أشك في ذلك أبدًا، ويسرك كما يسرني أن أقدم إليك جمعية جديدة، لا بل الجمعية الأولى التي أُنشئت في دمشق لتعمل على نشر الفضيلة ودرء الرذيلة وبث الأخلاق الفاضلة، والتي تتوسل إلى هذه الأغراض -كما جاء في قانونها- بالطرق الأدبية، فتنشئ ناديًا لإلقاء المحاضرات الأدبية والعلمية والدينية وتنشر وتكتب، وتلقي المحاضرات في المساجد والأسواق والمجتمعات، على أن لا تتدخل في السياسة. وما هي هذه السياسة؟ ما هو حدّها؟ أيُّ الأعمال يُعَدّ سياسيًا؟ هذا ما لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم! ولا بأس

1 / 158