Albert Camus: Iskuday Lagu Darsayo Fikirkiisa Falsafadeed

Cabd Ghaffar Makkawi d. 1434 AH
72

Albert Camus: Iskuday Lagu Darsayo Fikirkiisa Falsafadeed

ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي

Noocyada

الأساسية للزمن. والنفي الحاسم للأبدية يتحول إلى تجربة وجودية ب «الأبدية الفانية»، أبدية اللحظة العابرة. والوعي بالمحال يحرر الإنسان من كل خضوع لمعنى متعال ويعلن عرس زواجه بالعالم. بهذا الوعي يرتبط رفض الإنسان لكل متعال (ترانسندنس) ولكل أمل فيما هو خالد وباق وراء الزمان. (3)

التمرد الذي يضع العالم في كل لحظة موضع السؤال، لا لكي ينكر هذا العالم أو ينفيه، بل لكي يزداد له امتلاكا وبه إحساسا ويبسط ذراعيه على التجربة بأكملها.

12 (4)

هذا التمرد حاضر في تفكير كامي منذ البداية. ولقد رأينا كيف اجتمع الظل والنور واللا والنعم، والنفي والإيجاب، وحب العالم واليأس من فنائه في وحدة ديالكتيكية متشابكة الأطراف. لقد استطاع أن يقول في «أعراس»: «لست أرى ما يمكن أن يناله العقم من تمردي، ولكنني أشعر بوضوح بمقدار ما يضيفه إليه ويثريه به.»

13

وفي موضع آخر من نفس الكتاب وهو يتحدث عن فلورنسا فيقول إنها أحد الأماكن الأوروبية التي فهم فيها كيف ينعس الرضا في أعمق أعماق تمرده.

14

وقبل أن نستطرد في هذا الحديث الذي سيأتي تفصيله فيما بعد نحب أن نسأل: ما علاقة المحال بالتمرد؟ هل يستبعد أحدهما الآخر أو يكمله وهل يمكن رد أحدهما إلى الآخر؟ وكيف لنا أن نفهم أن التمرد كان كامنا على الدوام في أعماق الشعور بالمحال؟

لقد رأينا كيف ينشأ المحال في نهاية المطاف عن وعي بالحد؛ الحد الذي يصطدم به الإنسان فيضطر إلى الإحساس بمحدوديته أمام اللامتناهي، بالأسوار الغاشمة المعتمة التي يرتطم بها في كل مرة يحاول فيها أن يبحث عن الوحدة والوضوح في عالم يسوده الاضطراب والظلام؛ فالإنسان يعي وجود هذا الحد حين يدرك من ناحية ما هو بالفعل (غربته في العالم، موته الذي لا مفر منه، علاقته الشخصية الفانية بالموجود، معرفته النسبية الجزئية ... إلخ)، ومن ناحية أخرى ما ليس عليه ولكن يتمنى أن يكونه أو يصل إليه (الوحدة، المعرفة الكلية، إلف العالم، الوضوح ... إلخ)، فالمحال إذن في جوهره هو الوعي الناصع بحد يفصل بين الإنسان كما هو كائن وبينه كما يشتهي أن يكون؛ أي بين النسبي المحدود، وبين المطلق الشامل. وعن هذا التناقض الذي يفرق بين ما هو كائن وبين ما لم يتحقق (أو لن يتحقق) له كيان، نشأت ضرورة تحديد «أسوار المحال». ولقد رأينا كيف أن كل محاولة تهدف إلى الوصول إلى المطلق محاولة لا تنتهي إلى الإخفاق فحسب، بل إنها أشبه بقفزة المنتحر، بل لعلها أن تؤدي كذلك إلى القتل والجريمة (كما يشهد بذلك كاليجولا ومارتا). على الإنسان إذن أن يحيا مع متناقضاته خلف الأسوار، وألا يحاول تجاوزها إلى ما وراءها، وأن يقنع بما هو كائن وما يمكنه أن يكون. هذه القناعة لا تعني العزوف أو الصدود؛ فالإنسان الذي يفاجئه الإحساس بقدره المحال وهو يسير ذات يوم على منعطف طريق ليس حتما عليه أن يلعن قدره أو يذوق مرارته. إن كل ما يحس به هو ظلم هذا القدر المحال، وكل ما يملكه هو أن يرفضه؛ فمن طبيعة المحال ومن أخص خصائصه أن يرفضه الوعي. وعلى هذا الرفض يقوم التمرد، الذي يقوم بدوره على الوعي الناصع بالمحال وحدوده.

ونستطيع أن نسأل الآن إن كان الوعي الناصع هو شرط التمرد، أو إن كان الوعي يتم أول ما يتم عن طريق فعل التمرد نفسه. وعلينا قبل الإجابة على هذا السؤال أن نؤكد أهمية النصوع

Bog aan la aqoon