Albert Camus: Iskuday Lagu Darsayo Fikirkiisa Falsafadeed
ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي
Noocyada
إن نشدان الوحدة والمطالبة بالوضوح يوقعان العقل في متناقضات لا آخر لها،
134
وكل زعم يذهب إليه الفكر إنما ينفي الفكر نفسه. ولتوضيح ذلك يستند كامي إلى أرسططاليس، ويورد هذه الدائرة المفرغة
135
التي تفض في رأيه كل نزاع: كل شيء صادق أو كل شيء باطل. ولكن ليس من العسير أن نلاحظ أنه إذا كان كل شيء صادقا، فإن التأكيد المضاد يكون بالضرورة صادقا، وهو تناقض، فإذا أكدنا على العكس بأن كل شيء باطل، لتحتم بالضرورة أن يكون هذا التأكيد نفسه باطلا. فإن أردنا أن نخرج من هذا المأزق ورحنا نؤكد أن هناك في الوقت نفسه ما هو صادق وما هو باطل لكان علينا بالضرورة أن نقرر بوجود عدد لا حصر له من الأحكام الصادقة والأحكام الباطلة، مما يترتب عليه أن تفلت الحقيقة دائما من أيدينا. وبعبارة أخرى فإن الحقيقة إما أن تكون مطلقة أو لا تكون، والحقيقة موجودة أو لا وجود لها على الإطلاق: «إنني أريد كل شيء أو لا شيء.»
136
نستطيع من ناحية أن نرى في وضوح كيف أننا لا نستطيع هنا أن نتحدث عن فكر متواضع يعرف حدوده، حتى بعد التقائه بالواقع المحسوس وعزمه على أن يضع لنفسه هذه الحدود. إن الإنسان في حاجة إلى المطلق، فلا بد له أن يكون هو نفسه مطلقا؛ إنه يطالب بالحقيقة، فلا بد له إذن أن يحصل على الحقيقة، ولكن الإنسان ليس هو ما يطلبه ويشتاق إليه، فمطلبه وشوقه إذن باطلان، أو هما على الأقل متكبران مغروران.
137
ومن ناحية أخرى نجد أن كامي على غير استعداد لأن يذهب إلى أبعد مما يبينه له العقل الواضح المتميز، فإذا كان العقل يبين له أن العالم محال، فهو مضطر إلى التسليم بهذه الحقيقة والتشبث بها. وكل حقيقة سواها قد تحدثه نفسه بالإيمان بها لا بد أن تأتي معها بالأمل، وأن تدفعه إلى أن يقفز تلك القفزة التي حرمها على نفسه وراء أسوار المحال، وأن تؤدي به إلى الانتحار الفلسفي الذي تحدثنا عنه. وهكذا يدخل الفكر بمشيئته سجن المحال ويحبس نفسه وراء جدرانه. وبهذا السجن الاختياري يرتبط رفضه لكل يد تحمل له النجاة أو تمده بالعزاء. وهذا الرفض مبني على الأمانة التي تقتضي من الإنسان أن يحيا الحياة مع علمه بأنها خالية من كل معنى: «إن الأمانة في الإصرار على وجهة النظر هذه.»
138
Bog aan la aqoon