142

Albert Camus: Iskuday Lagu Darsayo Fikirkiisa Falsafadeed

ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي

Noocyada

94

ويمكن أن نعبر عن هذه الفكرة على نحو ديالكتيكي في حكمين يرفع أحدهما الآخر: (أ)

إن المحالية يمكن أن تشمل كل شيء. (ب)

إنها لا تستطيع أن تمتد على صرختي أو احتجاجي على هذه المحالية نفسها. أو هي بعبارة أخرى لا تستطيع أن تشمل الوعي بهذه المحالية.

وخلاصة القول إن عبارة كامي، مثلها في ذلك مثل عبارة ديكارت، لا يمكن أن توضع في صورة قياس منطقي؛ فالأمر فيها ليس أمر استنتاج عقلي، بل فعل ديالكتيكي وجودي للموجود. والموجود الحق هو دائما ذلك الكائن الذي يتميز بالوعي ويثور على المحال، ولن يكون ذلك الكائن سوى الإنسان.

خاتمة

حاولنا في هذا الكتاب أن نستخلص اللحظات الفلسفية في فكر ألبير كامي وأن نعرضها من خلال تطورها العام في صورة كلية شاملة. وقد يتبين لنا الآن أن من الخطأ أن ننظر إلى التطور الفكري عند كامي كما لو كان يسير في خط مستقيم، يرتفع من المحال إلى التمرد، ومن التمرد إلى التضامن. كما أن من الخطأ أن ننظر إلى هذا التطور وكأن التمرد ينتصر على المحال ويلغيه إلغاء؛ فالواقع أن هاتين اللحظتين يرتبطان ببعضهما ارتباطا وثيقا، ويكونان ذلك التوتر الأساسي الذي يضفي على الكل طابعه الديالكتيكي. والذي يتحقق بالفعل هو ما شئنا أن نسميه بالاتساع في المجال، الذي يبرز فيه الإيجاب من النفي نتيجة للالتقاء مع الواقع الجديد، بكل ما يحمل من مشكلات وأسئلة جديدة.

الأمر إذن، كما نرجو أن يكون قد تبين بوضوح من الصفحات السابقة، هو أمر ديالكتيك، أو منهج جدلي، يعد في حقيقته بحثا متصلا معذبا عن التوازن في المركب والتأليف.

1

وإذا كان كامي لم يصف نفسه في أي موضع من كتاباته بأنه مفكر ديالكتيكي بالمعنى المنطقي لهذه الكلمة، فقد كان من اليسير دونما حاجة إلى مزيد من الجهد أو حدة النظر أن نتتبع الطابع الديالكتيكي الذي يميز تفكيره الفلسفي في كل مراحله.

Bog aan la aqoon