Albert Camus: Iskuday Lagu Darsayo Fikirkiisa Falsafadeed

Cabd Ghaffar Makkawi d. 1434 AH
136

Albert Camus: Iskuday Lagu Darsayo Fikirkiisa Falsafadeed

ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي

Noocyada

لقد تملكته هذه الفكرة، كما تملك هو كل وسائل البطش والقوة التي تمكنه من تنفيذها في الفعل والواقع. لم يستطع أحد من رعيته أو المحيطين به أن يقنعه بأن فكرته ضرب من المحال. وكل إنسان لا يمكن إقناعه فهو إنسان يبعث الخوف في النفوس.

77

إن كاليجولا يريد أن يصل إلى القمر، وأن يتخلص الناس من الموت، وأن يجعل من المستحيل أمرا ممكنا. إنه بعبارة واحدة يريد أن يحقق المحال على الأرض. ولكن ما بقي الناس يموتون ويحسون بالشقاء، وما بقي المحال بعيدا عن أن يتحقق على هذه الأرض، وكاليجولا بعيدا عن أن يلمس القمر بيديه، فهو مضطر إلى أن يتابع منطقه المحال ويعتزل الحياة في المجتمع، ويحطم الديالوج ليعلن حكم المونولوج. وهذه الحياة في المونولوج تتجلى فيما يصدره من أوامر القتل بالجملة، ومن تدبير مجاعة مصطنعة. وإهدار شرف رجال البلاط. ولا يبقى أمام كاليجولا في النهاية إلا أن يموت باختياره، بعد أن عرف أنه ما من إنسان يستطيع أن ينقذ نفسه بمفرده، وأن الحرية لا يمكن أن تتحقق على حساب الآخرين.

تصل المأساة إلى ذروتها، عندما يكون البطل أصم.

78

وكاليجولا واحد من هؤلاء الأبطال الصم، الذين لا يستطيع أحد أن يقنعهم؛ لأنهم يوصدون دونهم أبواب الديالوج. إننا نستطيع الآن أن نرى فيه أحد آباء الأيديولوجية الذين يستبدلون بالإنسان الواقعي الذي يعيش في الحاضر فكرة مجردة عن إنسان آخر لم يولد بعد، ولا يزالون يتنبئون به من جيل إلى جيل. إنهم يعتقدون أنهم بأفكارهم المطلقة يملكون الحق المطلق. وليس في وسعهم ما داموا يعيشون في المونولوج إلا أن يتبعوا منطق المحال عند كاليجولا، الذي رأينا كيف انتهى بالضرورة إلى القتل والبطش والتعذيب. وعلى ذكر المنطق يجدر بنا على كل حال أن نلاحظ أن كامي لا يعترض على المنطق ولا يدحض التفكير المعقول في حد ذاته، بل يعترض على الأيديولوجية التي تستبدل بالواقع الحي سلسلة من الحجج المنطقية، وتعصب عينيها عن الحياة لتلقي بنفسها في أحضان التجريد. لقد حاولت الفلسفات التقليدية في رأيه أن تفسر العالم، لا أن تفرض عليه قانونا بعينه، كما تفعل الأيديولوجيات المعاصرة.

كان الوباء كما رأينا مونولوجا طويلا مجردا، أمام ما يمكن أن نسميه بدولة المونولوج. اختفت العواطف في هذه الدولة ليحل محلها التجريد، تلاشى الجسد واللامعقول وتركا مكانهما للفكرة والمنطق. وضع الإنتاج في موضع الإبداع الحي الخلاق، وبطاقة التموين في مكان الخبز، والنظرية والمذهب محل الصداقة والحب. ولم يكن عجيبا بعد هذا أن يكون المونولوج رمزا لعالم الرعب المنظم المعقول،

79

وأن تحل الدعاية والجدل - وهما نوع من المونولوج - محل الديالوج، وهو العلاقة الأولية الأصيلة التي تؤلف بين الناس.

80

Bog aan la aqoon