Albert Camus: Iskuday Lagu Darsayo Fikirkiisa Falsafadeed

Cabd Ghaffar Makkawi d. 1434 AH
131

Albert Camus: Iskuday Lagu Darsayo Fikirkiisa Falsafadeed

ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي

Noocyada

وهم الذين كان يسمى الواحد منهم بالديالكتيكوس

Dialecticus .

في الحديث أو الحوار الديالكتيكي، وبخاصة في أحد صوره وهو الديالوج، تتجلى حركة فكرية تدور بين قطبين هما الفكر السالب والفكر الموجب. في هذه الحركة التي تتم بين النفي والتأكيد، أو بين الموضوع ونقيض الموضوع، يكون ثمة مجال للحديث ونقيضه، للقول والرد عليه. ومعنى هذا أن الحديث الذي يعد حالة أصيلة مميزة من أحوال وجود الإنسان مع غيره هو في جوهره حديث مع الغير؛

57

ومن ثم فإن الحديث الأصيل لا يمكن بحسب طبيعته أن يحدد من قبل. ولا أن يملى من قمة جبل وحيد.

58

وليس من المستطاع كذلك أن يتعسف أو يفرض، بل لا بد له لكي يحتفظ بحقيقته من أن ينمو ويتفتح في حرية من ذات نفسه.

إن الحوار أو الديالوج هو العلاقة الأولية الأصيلة في حياة الإنسان مع غيره، وهي أساس وجوده كحيوان اجتماعي. وفي هذه العلاقة التي تتجسد في الحديث الحر بين إنسان وإنسان، تقف الأنا حرة في مواجهة الأنت، في علاقة متبادلة، بعيدة عن إرادة السيطرة أو المنفعة، مجردة عن المبدأ الذي يتسلط عليها أو يتحكم في سيرها. هنا يتحقق الوجود الحي مع الآخرين، لا الوجود المجرد من فوقهم. ويتصل السؤال والجواب، والأخذ والإعطاء، والنفي والتأكيد، وترتبط حلقاتها في زمانية واحدة مباشرة؛ فالبعد الذي يتحرك الحوار الديالوجي في دائرته بعد لم يتحدد تحديدا قبليا ولا بعديا. لا من الماضي ولا إلى المستقبل، بل لا يمكن إلا أن ينبثق في حضور نابض حي.

وبقدر ما يكون الديالوج علاقة أولية أصيلة بين أشخاص، بقدر ما يفترض اللقاء الحق بين اثنين يعترف كلاهما بما لصاحبه من شخصية كلية مفردة ومتكاملة. ويخاطب كل منهما الوجود الكائن في صاحبه لا الوجود الذي لم يتحقق بعد. الإنسان الدي يبحث عن الديالوج، يبحث عن وجوده الذي هو عليه، لا عن وجود مجرد ملقى في غياهب الماضي أو ملتف بضباب المستقبل؛ ولذلك كان الديالوج الحق ممكنا بين أناس يبقون على ما هم عليه؛

59

Bog aan la aqoon