Albert Camus: Iskuday Lagu Darsayo Fikirkiisa Falsafadeed

Cabd Ghaffar Makkawi d. 1434 AH
126

Albert Camus: Iskuday Lagu Darsayo Fikirkiisa Falsafadeed

ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي

Noocyada

الحق أن كل تجاوز لحدود الموقف المحال (الذي تمثله لعنة الوباء) يعني التشتت والضياع في نظر الطبيب «ريو» كما يساوي القفزة التي تمزق رباط التضامن والإخاء. وليس الأب بانيلو هو وحده الذي يقدم على هذه القفزة المميتة، حين يضع أقدار البشر في كف الرحمن، بل إن «كوتار» الذي يعذبه إحساس قديم بالذنب يفعل مثل ذلك. لقد ارتكب جريمة قبل أن يداهم الوباء مدينة أوران بزمن بعيد، وهو يشعر الآن أنه مستبعد من مجتمع المدينة. إنه يحيا الآن معهم في تضامن كاذب، مفضلا أن يحيا مع الجميع في حالة الحصار، على أن يحيا وحده مع خطيئته. إنه الشامت المسكين الذي يحاول أن يغرق ذنبه في طوفان الذنب الكبير الذي غمر المدينة الكبيرة. إنه يفضل أيضا أن يعيش في الشمول، حيث تتلاشى الحدود الفاصلة بين الخير والشر، وبين الذنب والبراءة، على أن يعيش في الوحدة التي تؤلف بين الجميع؛ ولذلك تظل فكرة البراءة التي تميز كل متمرد أصيل، فكرة غريبة عليه. ألا يسعده أن يحيا الآخرون بأجمعهم في شقاء لم يستحقوه؟ لقد أعلن كوتار - رمز الهزيمة الذليلة في كل مكان - تفاهمه مع الموقف الظالم المحال، بدلا من أن يشارك غيره في التمرد عليه؛ ولذلك فهو أبعد ما يكون عن روح التمرد الحق، وهو عاجز عن الحياة مع غيره من الضحايا والمتضعين.

قلنا إن التضامن هو الوجود المشترك لمجموعة من الناس يواجهون خطرا مشتركا، وإنه يقوم على أساس التساوي بين جميع الناس، كما يقوم على الهوية أو الذاتية بين كل واحد منهم وبين الآخرين. ويقودنا هذا إلى السؤال عن وضع الفرد الواحد في داخل الجماعة المتضامنة، فهل التضامن معناه حقا الانتصار الكامل على الوحدة والانفراد؟ وهل ينفي الوجود المتضامن

Solidarité

الوجود الوحيد

Solitude ؟

لنتأمل حالة الدكتور ريو. إنه، وهو التعيس، يحرص على سعادة الآخرين. إنه يفقد صديقه تارو، ويفقد زوجته التي كانت قد سافرت إلى سويسرا للاستشفاء قبل أن تتجمع سحب الوباء فوق المدينة بقليل. وهو يبقى إلى جانب مرضاه في أوران، على الرغم من الأنباء السيئة التي ترد إليه عن تدهور صحتها، وعلى الرغم من أنه يستطيع لو شاء أن يغادر المدينة؛ إذ إن قوانين الحجر الصحي المفروضة عليها لا تنطبق عليه. إنه يضم يأسه بين جنبيه، ولا ينقطع مع ذلك عن الأمل. وفي النهاية يعلم بموت زوجته، كما يعلم علم اليقين أنه لا سبيل إلى الانتصار على الوباء كل الانتصار.

هل نستطيع أن نجد سببا موضوعيا يبرر هذا الإحساس العميق بالتضامن، الذي يبلغ التضحية بالسعادة الذاتية في سبيل إسعاد الآخرين؟ إن «ريو» نفسه لا يعرف هذا السبب، ولعله ينكر أن يكون هناك سبب على الإطلاق: «ما من شيء في العالم يستحق أن يتخلى الإنسان عما يحب. ومع ذلك فإنني أتخلى عنه، دون أن أدري لذلك سببا. هذه هي الحقيقة. هذا هو كل شيء.»

40

هل هي الأمانة التي تدفعه إلى ممارسة مهنته، والحرص على القيام بواجبه دون نظر إلى أية اعتبار آخر؟ أم هي عاطفة الولاء للمحال، التي تكمن في نفيه والمحافظة عليه في آن واحد؟ أم هو التكرار السيزيفي الذي لا ينتهي لصراع عقيم لا ينتهي أيضا ضد الوباء، دون أن تكون نتيجة الجولة للكسب ولا للخسران؟

41

Bog aan la aqoon