Albert Camus: Iskuday Lagu Darsayo Fikirkiisa Falsafadeed
ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي
Noocyada
64
فتأكيد كل شيء هو بمثابة حكم مسلط على كل شيء: «إن قول نعم للأرض الجادة المعذبة، ورفعها وحدها إلى مرتبة الألوهية، معناها تشجيع الإنسان على أن يقذف بنفسه في الكون مستعينا ب «إرادة القوة»، لكي يتسنى له أن يعثر على ألوهيته الأبدية من جديد. قول نعم للأرض قولا مطلقا ينتهي بملئها بالبشر-الآلهة.»
65
إن الإنسان يلقي بنفسه في خضم العالم ليصبح ديونيزيوس جديدا. وبذلك يبلغ تأليه الإنسان أعلى ذروته.
إن في فلسفة نيتشه، كما في كل فلسفة عظيمة، شيئا يمكن أن يستخدم ضدها، لا بل أن يؤدي إلى مسخها وتشويهها. وإذا كان نيتشه يقول «نعم» للصيرورة والتاريخ، فهو يقولها أيضا - وهذا هو جانب الخطورة في فلسفته - للإنسان الأعلى ولبشر فوق البشر. بذلك تحبذ موافقته المطلقة منطق السادة والعبيد، ولا تقتصر على تبرير العبودية والعذاب بين البشر، بل تتجاوزهما إلى تبرير الجريمة والقتل، سواء في ذلك أكان الإقدام عليهما باسم الحاضر أم باسم التحول الحتمي للتاريخ. كانت كلمة نعم التي أطلقها نيتشه في أصلها تأكيدا للحياة والطاقة، حتى إذا أسيء استخدامها وفهمها أصبحت تأكيدا للقسوة والعنف والطغيان. وتحولت الحياة التي طالما تحدث عنها بالخوف والرعشة والإجلال إلى نوع من «القيصرية البيولوجية»،
66
وانعكست الشجاعة فصارت قسوة، وانحطت الطاقة فصارت عنفا. وبينما كان نيتشه يطالب بأن ينحني الفرد أمام أبدية النوع ويندمج في دورة الزمن الكبيرة، إذا بهم يجعلون من الجنس حالة خاصة للنوع، ويحنون رأس الفرد أمام هذا الإله القذر.
بذلك أنكر تمرد نيتشه كل حد ولم يملك الوسيلة التي تجعله يضع لنفسه مثل هذا الحد. وبذلك أيضا بقي تمرده تمردا ميتافيزيقيا ينكر كل ألوان «العالم الآخر» التي سلمت بها أجيال الفكر الغربي من قبله، ولكن ماذا يجديه هذا الإنكار إذا كان يستبدل مطلقا بمطلق؟ أليس يضع المطلق الأفقي (الآتي بعد) مكان المطلق العمودي (العالم الآخر) على حد قول الفلاسفة؟ وأي نفع يعود عليه من ورائه إذا كان تمرده يقترب من الثورة، لا ليعيد إليها الحياة أو يعين لها الحدود التي ينبغي عليها أن تلزمها، بل لكي يذوب فيها ذوبانا تاما؟
لقد انتهت فلسفة نيتشه على الرغم منها إلى نوع من القيصرية البيولوجية على عهد النازية والفاشية. وكامي لا يدين نيتشه ولا يستطيع أن يدينه بأنه أراد ذلك، ولكن الحقيقة التي تقول إن مذهبا سياسيا بعينه قد لجأ إلى فلسفته لتبرير أهدافه في القوة والغزو والسيطرة تكفي عنده لإدانته واتهام فلسفته. والمنصف لا يجد في هذا الموقف تجنيا من كامي على نيتشه؛ فكم قدر على الفلاسفة والمفكرين أن يكونوا ضحية للطغاة والمستبدين. ولقد كان نيتشه ضحية هتلر كما كان ماركس ضحية ستالين.
من هذا كله نرى أن فلسفة نيتشه قد انحرفت عن التمرد الأصيل لأسباب ثلاثة: (1)
Bog aan la aqoon