Albert Camus: Hordhac Kooban
ألبير كامو: مقدمة قصيرة جدا
Noocyada
لقد كانوا من دعاة الفوضى. أنت تحلم بذلك لأنك مثلهم؛ مثقف يدعو إلى الفوضى. أنت متخلف عن العصر بخمسين سنة. لقد انقضى عهد الإرهاب.
هوجو :
إذن فأنا غير كفء.
لوي :
على هذا الصعيد، نعم.
سخر سارتر باهتمام كامو، وحقر من شأن هوجو، الشخصية التي تعبر عن آرائه. لكن هذا الانتقاد الأدبي كان ضمنيا، يكاد يكون على الهامش.
رغم ذلك، أدى نشر كامو لمقاله «الإنسان المتمرد» إلى مواجهة شاملة لا مناص منها. ففي مقاله الطويل هذا، شبه كامو الشيوعية بالنازية، وأكد على أنها أدت دون استثناء إلى الاضطهاد والقتل الجماعي أنفسهما. وفي سياق الحرب الباردة، كان ذلك بمثابة وضع حد فاصل. وبمعايير ذلك الزمان، كان هذا يعني الوقوف في صف الولايات المتحدة .
تتسم نظرة سارتر إلى الأمور بأنها أكثر عملية. ورغم أنه أدان الأيديولوجية الستالينية - والاتحاد السوفييتي لاحقا (بسبب غزوه للمجر عام 1956) - فقد أيد الحزب الشيوعي خلال الفترة الأخيرة من حرب الجزائر. كما كان من أوائل الداعمين والمتحمسين للثورة الكوبية، وإن كان قد تراجع عن دعمه عندما سجنت الحكومة الكوبية الشاعر المنشق هربرتو باديلا. كان سارتر مصدوما عندما صدر كتاب «الإنسان المتمرد» عام 1952، ولم يرد أن ينقد كتاب كامو بسبب صداقتهما، رغم ما كان عليه من علات. عوضا عن ذلك، تولى مسألة النقد فرانسيس جانسون، الفيلسوف الفرنسي المقرب من سارتر (الذي سيصبح لاحقا داعما نشطا لجبهة التحرير الوطني الجزائرية المؤيدة للاستقلال). ولم يكن لفرانسيس جانسون أي وجه تقارب مع كامو، كما كان من الناقدين له في الماضي.
جاء النقد لاذعا؛ إذ أبرز جانسون في البداية أن الكتاب لقي استحسانا من أصحاب اليسار وأصحاب اليمين، وتساءل مجازا عما إذا كان ذلك بسبب أن أفكاره طيعة، أو «قادرة على التطبع بأشكال متباينة». كما لام جانسون على كامو «إنسانيته المبهمة» وانتهى بالإشارة إلى أن كامو ركز في كتابه على نحو شبه كامل على ضحايا الستالينية. فماذا عن ضحايا الأنظمة الغربية، ماذا عن المستعمرين الذين هم أيضا من عمال أوروبا، وماذا عن «عامل المناجم، والموظف الحكومي الذي يعاقب لدخوله في إضراب ...»، والفيتناميين «الذين تجري تصفيتهم» بالنابالم، والتونسيين «المجموعين» في الفيلق الأجنبي؟ كانت هذه خاتمة دفعت كامو إلى موضوع لم يرد التطرق إليه.
استشاط كامو غضبا. فكتب ردا في «لي تمب مودرن»، لكن ليس على جانسون، بل اختار عوضا عن ذلك أن يخاطب سارتر بوصفه الناشر، ملمحا بذلك إلى أن سارتر هو كاتب النقد، أو أنه على الأقل يتحمل مسئولية سماحه بنشره. في رده، رفض كامو أن يناقش نقاط جانسون مباشرة، وضاعف نقده للستالينية، وتساءل لم لا يدين جانسون/سارتر «معسكرات اعتقال» ستالين، متحديا إياهما أن يفعلا ذلك. وكتب أن من المستحيل الاستمرار في النقاش ما لم يلبوا طلبه في الإدانة القاطعة. كما أدان كامو نبرة نقد جانسون، وشكا لاحقا في يومياته: «مناظرة مع لي تمب مودرن. ... باريس غابة، وحيواناتها المتوحشة بائسة.» وتبرم بطرق شتى من «الإهانة»، والتشهير بأخيهم. وفي نهاية المطاف، زاغ رده عن مسألة الاستعمار التي طرحها جانسون، وشكل هجوما معاكسا بالنسبة إلى مسألة الاتحاد السوفييتي.
Bog aan la aqoon