Albert Camus: Hordhac Kooban

Muumin Maxamuud Ramadaan Axmed d. 1450 AH
31

Albert Camus: Hordhac Kooban

ألبير كامو: مقدمة قصيرة جدا

Noocyada

كانت مسألة الاستعمار مسألة معقدة بالنسبة إلى كامو: لا يمكن اختصارها في مجرد القبول بها أو استهجانها. وبينما كان كامو يعي المظالم الواقعة على العرب ويدينها، كانت الجزائر الفرنسية هي مسقط رأسه، وموطن عائلته كلها وكثير من أصدقائه، وكان مخلصا لها.

بعد هذه الفجوة، لم يتحدث كامو وسارتر إلا في السنة التي تلت ذلك، وكان لقاؤهما مصادفة. كانا يتعاملان بلطف عندما يلتقي أحدهما بالآخر في مناسبات اجتماعية، إلا أن كامو كان يصرح بأن إعجابه بسارتر يقل بمجرد أن يبتعد عنه.

بعد هذا الخصام بقليل، نشر سارتر مقالا افتتاحيا غير موقع في مجلة «لي تمب مودرن» بعنوان «الجلادون والضحايا كلاهما». (أنشأ سارتر مجلة «لي تمب مودرن» في أكتوبر 1945 بعد أن أغلقت مجلة «نوفل ريفو فرانسيز» بسبب تعاونها مع السلطات الألمانية خلال الاحتلال). كان هذا المقال الافتتاحي أول رد فعل علني لسارتر على الحرب الاستعمارية الفرنسية في الهند الصينية، ومثل نقدا مباشرا لمقالات كامو الرافضة للعنف «لا ضحايا ولا جلادون». فيها، قطع سارتر علاقته بكل الأحزاب البرلمانية، وأدان الحرب، وطالب بانسحاب القوات الفرنسية من الهند الصينية. برر مقال سارتر الافتتاحي العنف الثوري، وشبه وجود فرنسا في الهند الصينية بالاحتلال الألماني؛ الأمر الذي أثار سخط العديد من المعلقين، وبالتأكيد حنق كامو. بعدها بسبع سنوات، أي عام 1954، في يوم الهزيمة الكارثية للعسكرية الفرنسية في الهند الصينية، التي انتهت بانسحاب فرنسا من المنطقة، كتب كامو في مذكراته:

8 مايو 1954. سقوط ديان بيان فو. كما في عام 1940، إحساس مختلط من الخزي والغضب. في ليلة المذبحة، كانت النتيجة واضحة. وضع ساسة الجناح اليميني أرواحا مسكينة في وضع لا يحتمل ، وفي الوقت نفسه راح رجال اليسار يطلقون النار عليهم من الخلف.

جاءت مقارنة شعب الهند الصينية بالألمان على النقيض تماما من موقف سارتر. أصبح من الواضح أن سارتر وكامو كانا في معسكرين متعارضين فيما يخص مسألة الاستعمار.

نشب بين الرجلين خلاف آخر فيما يخص مسألة العنف السياسي. في عام 1946 كان كامو قد نشر مقالا قصيرا - بعنوان (القتلة الحساسون) - يتناول فيه الإرهابيين الروسيين الذين حاولوا قتل أعضاء من عائلة القيصر في فترات زمنية مختلفة من أواخر القرن التاسع عشر إلى بدايات القرن العشرين. كانت معضلات وأفعال تلك المجموعات الإرهابية بالغة الأهمية لكامو. هل كان من الصواب قتل أعضاء من عائلة القيصر؟ ماذا عن أطفالهم؟ هل كان القتل مبررا بأي شكل؟ ستكون تلك الأسئلة في صميم مسرحية كامو بعنوان «القتلة المنصفون».

بالنسبة إلى سارتر كانت تلك المسائل رجعية وساذجة، أو مصدر إلهاء في أحسن الأحوال. وقد عبر سارتر ببراعة في مسرحيته «الأيدي القذرة» عن رأيه في اهتمام كامو بالإرهابيين الروسيين. حيث يناقش اثنان من قادة الأحزاب، هما لويس وهوجو، الإجراءات السياسية:

هوجو :

في روسيا في نهاية القرن الماضي، كان هناك فتية يضعون القنابل في جيوبهم، ويعترضون طريق الدوق الأكبر. انفجرت القنبلة، ومات الدوق الأكبر وذاك الرفيق أيضا. ويمكنني أنا القيام بذلك.

لوي :

Bog aan la aqoon