207

العقيدة في الله

العقيدة في الله

Daabacaha

دار النفائس للنشر والتوزيع

Daabacaad

الثانية عشر

Sanadka Daabacaadda

١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م

Goobta Daabacaadda

الأردن

Noocyada

الله لأنزل ملائِكةٍ) [المؤمنون: ٢٤]، وطلبوا منه أن يطرد الضعفاء والمساكين الذين تابعوه فرفض طلبهم (وما أنا بطارد الَّذين آمنوا إنَّهم مُّلاَقُو ربهم ولكني أراكم قومًا تجهلون) [هود: ٢٩] .
وقد تطاول الزمان وكثرت المجادلة بينه وبينهم كما قال الله تعالى: (فلبث فيهم ألف سنةٍ إلاَّ خمسين عامًا) [العنكبوت: ١٤] فدعا عليهم: (وقال نوحٌ رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديَّارًا - إنَّك إن تذرهم يضلُّوا عبادك ولا يلدوا إلاَّ فاجرًا كفَّارًا) [نوح: ٢٦-٢٧] فأهلكهم الله بالطوفان: (وقوم نوح لَّمَّا كذَّبوا الرُّسل أغرقناهم) [الفرقان: ٣٧]، وأنجى نوحًا والمؤمنين برحمة منه، وخلت الأرض من الظالمين، ولم يبق فيها إلا الموحدون، فلما انحرفوا عن التوحيد أرسل الله إليهم رسولًا (ثمَّ أنشأنا من بعدهم قرنًا آخرين - فأرسلنا فيهم رسولًا منهم) [المؤمنون: ٣١-٣٢]، فدعاهم إلى توحيد الله (أن اعبدوا الله ما لكم من إلهٍ غيره) [المؤمنون: ٣٢] .
وهكذا استمرت رحمة الله وعنايته ببني آدم كلما ضلوا وزاغوا أنزل إليهم هُداه يضيء لهم الظلمات: (ثُمَّ أرسلنا رسلنا تترا كلَّ ما جاء أمَّةً رَّسولها كذَّبوه فأتبعنا بعضهم بعضًا وجعلناهم أحاديث فبعدًا لقومٍ لاَّ يؤمنون) [المؤمنون: ٤٤] .
هذه هي قصة البشرية الحقيقية صراع طويل بين الحق والباطل، بين الرسل الذين يعرضون الهدى والحق، وبين الضالين المعرضين عن التوحيد المتمسكين بما ألْفَوْا عليه الآباء والأجداد، وبأهوائهم ومعتقداتهم الباطلة: (ألم يأتكم نَبَأُ الَّذين من قبلكم قوم نوحٍ وعادٍ وثمود والَّذين من بعدهم لا يعلمهم إلاَّ الله جاءتهم رسلهم بالبينات فردُّوا أيديهم في أفواههم وقالوا إنَّا كفرنا بما أرسلتم به وإنَّا لفي شكٍ مّمَّا تدعوننا إليه مُريبٍ - قالت رسلهم أفي الله شكٌّ فاطر السَّماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجلٍ

1 / 273