Alam al-Jinn wa al-Shayatin

Omar Suleiman al-Ashqar d. 1433 AH
58

Alam al-Jinn wa al-Shayatin

عالم الجن والشياطين

Daabacaha

مكتبة الفلاح

Lambarka Daabacaadda

الرابعة

Sanadka Daabacaadda

١٤٠٤ هـ - ١٩٨٤ م

Goobta Daabacaadda

الكويت

Noocyada

وطول الأمل، ثم جاء إبليس يحث على العمل بمقتضى ما في الطبع، صعبت المجاهدة، إلا أنه من انتبه لنفسه علم أنه في صف حرب، وأن عدوّه لا يفتر عنه، فإن فتر في الظاهر، بطّن له مكيدة، وأقام له كمينًا " (١) . ٤- الوعد والتمنية: وهو يعد الناس بالمواعيد الكاذبة، ويعللهم بالأماني المعسولة؛ كي يوقعهم في وهدة الضلال: (يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشَّيطان إلاَّ غرورًا) [النساء: ١٢٠] . يعد الكفرة في قتالهم المؤمنين بالنصر والتمكين والعزة والغلبة، ثم يتخلى عنهم، ويولي هاربا: (وإذ زيَّن لهم الشَّيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من النَّاس وَإِنِّي جارٌ لكم فلمَّا تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إِنِّي برئٌ منكم) [الأنفال: ٤٨] . ويعد الأغنياء الكفرة بالثروة والمال في الآخرة بعد الدنيا، فيقول قائلهم: (ولئِن رُّددتُّ إلى رَبِّي لأجدنَّ خيرًا منها منقلبًا) [الكهف: ٣٦]، فيدمر الله جنته في الدنيا، فيعلم أنّه كان مغرورًا مخدوعًا. ويشغل الإنسان بالأماني المعسولة، التي لا وجود لها في واقع الحياة، فيصده عن العمل الجاد المثمر، ويرضى بالتخيل والتمني، وهو لا يفعل شيئًا. ٥- إظهار النصح للإنسان: يدعو الشيطان المرء إلى المعصية، يزعم أنه ينصح له ويريد خيره، وقد أقسم لأبينا على أنه ناصح له: (وقاسمهما إِنِّي لكما لمن النَّاصحين) [الأعراف: ٢١] .

(١) تلبيس إبليس: ٤٥٨.

1 / 73