143

الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون (163) ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا

وقطبية وموسمية وتجارية. وما في استقامتها وهدوها في البحر المسمى بالمحيط الهادئ أي الساكن وهو الواقع ما بين آسيا وامريكا مع ان مساحة قطره من المشرق الى المغرب تزيد على سبعة آلاف ميل ومن الجنوب الى الشمال اكثر من ذلك. واستقامة أنواعها ايضا في البحر المسمى بالمحيط الأطلسي وهو الواقع بين أوروبا وامريكا وربما يبلغ عرضه اربعة آلاف ميل فلا يكون في هذين المحيطين العظيمين والطريقين الموصلين ما بين الدنيا القديمة والدنيا الجديدة خطر العواصف والأعاصير التي تكون في بحر الصين والهند وبحر انتيلة المقابل لأمريكا الوسطى ( والسحاب المسخر بين السماء والأرض ) يجري حيث توجهه القدرة والحكمة تراه في محل واحد ينزل مطره قطرات وسحا وهكذا وتتخلل بين ذلك فترات واحوال مختلفة في نزوله وبينما هو واقف إذ اقلع مسرعا او على تأن. هذا وفي كل أمر من هذه الأمور وكل حال من هذه الأحوال المنتظمة بأحسن نظام يجد العقل الحر دلالة واضحة على ان كلا من ذلك إنما هو من إيجاد إله قادر عليم حكيم وتدبيره بحسب ارادته وحكمته ورحمته. ودلالة جلية على انه وحده لا شريك له في الإلهية وهذا الخلق العجيب والتدبير المنتظم ولو كان معه إله لاختل هذا النظام وفسدت المخلوقات كما قال جل شأنه في سورة الأنبياء ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) وفي سورة المؤمنون ( وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض ) وقد جرى الكلام بأكثر من هذا الشرح في مضامين هذه الآيات في الجزء الثاني من المدرسة السيارة في صفحة 116 الى 125 و155 الى 160 وفي الجزء الثالث في صحيفة 17 و18 وأنى يبلغ الشرح والبيان معشار ما في هذه الآيات من اسرار القدرة والحكم الدالة على الإله وتوحيده. وعلى الإجمال ان فيما ذكر في الآية الكريمة ( لآيات ) باهرات ودلالات نيرة ( لقوم يعقلون ) وكلما تفكروا فيما ذكر ظهرت لعقولهم من الآيات والدلالات اضعاف ما عرفوه 163 ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا ) قد مر الكلام في الند في الآية الثانية والعشرين. واتخاذ الأنداد أعم من تأليههم واتباعهم على ظلمهم وباعتبار القسم الثاني جاءت الرواية عن الباقر عليه السلام كما في التبيان والبيان. وعن العياشي مرفوعة عنه

Bogga 144