70

Al-Wasatiyah in the Light of the Holy Quran

الوسطية في ضوء القرآن الكريم

Daabacaha

الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات

Noocyada

أما الجفاء فقال ابن فارس: الجيم والفاء والحرف المعتلّ يدلّ على أصل واحد: نبو الشيء عن الشيء، من ذلك: جفوت الرجل اجفوه، وهو ظاهر الجفوة، أي: الجفاء، وجفا السَّرج عن ظهر الفرس، وأجفيته أنا. وكذلك كل شيء إذا لم يلزم شيئًا يُقال جفا عنه يجفو. والجفاء: خلاف البّر، والجفاء: ما نفاه السّيل، ومنه اشتقاق الجفاء (١) . وقال ابن منظور (٢) جفا الشيء يجفو جفاءً وتجافى: لم يلزم مكانه، كالسَّرج يجفو عن الظّهر، وكالجّنب يجفو عن الفراش، وفي التَّنزيل: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ﴾ (السجدة: من الآية ١٦) وفي الحديث: «أنه كان يجافي عضديه عن جنبيه في السّجود» (٣) أي يباعدهما. وفي الحديث: «إذا سجدت فتجاف» وهو من الجفاء: البعد عن الشيء، ومنه الحديث: «اقرءوا القرآن ولا تجفوا عنه» (٤) . أي تعاهدوه ولا تبتعدوا عن تلاوته. قال أبو عبيد في معنى الجفاء في الحديث: والجافي عنه التَّارك له، وللعمل به. وفي الحديث عن أبي هريرة، قال: قال، ﷺ «الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النَّار» (٥) .

(١) - انظر: مقاييس اللغة مادة (جفو) (١ / ٤٦٥) . (٢) - انظر: لسان العرب مادة (جفا) . (٣) - أخرجه مسلم (١ / ٣٥٧) رقم (٤٩٧) من حديث ميمونة ﵂. وأخرجه أبو داود (١ / ١٩٤) رقم (٧٣٠) . والنسائي (٢ / ٢١١) رقم (١١٠١) من حديث أبي حميد الساعدي. وأخرجه أحمد (٣ / ٢٩٥) من حديث جابر. وصححه الألباني كما في صحيح الجامع رقم (٤٧٣٨) . (٤) - أخرجه أحمد في المسند (٣ / ٤٢٨، ٤٤٤) . قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ١٧٠، ١٧١): رواه أحمد والبزار بنحوه، ورجال أحمد ثقات. وصححه الألباني كما في صحيح الجامع رقم (١١٦٨) . (٥) - انظر: غريب الحديث (١ / ٤٨٣) ووسطية أهل السنة ص (١٤) وهذا الحديث أخرجه الترمذي (٤ / ٣٢١) رقم (٢٠٠٩) . وقال: حديث حسن صحيح. وابن ماجه (٢ / ١٤٠٠) رقم (٤١٨٤) . وأحمد (٢ / ٥٠١) . وصححه الألباني كما في صحيح الجامع رقم (٣٢٠٠) .

1 / 70