57

Al-Wasatiyah in the Light of the Holy Quran

الوسطية في ضوء القرآن الكريم

Daabacaha

الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات

Noocyada

وإيضاحًا لحقيقة الغلوّ، وكشفًا لحدوده ومعالمه، أذكر هذه الحقائق. أولا: أن منشأ الغلو بحسب متعلقه ينقسم إلى ما يلي (١) . ١- أن يكون الغلوّ متعلقًا بفقه النّصوص، كتفسيرها تفسيرًا متشدّدًا يتعارض مع السِّمة العامَّة للشَّريعة ومقاصدها الأساسيَّة فيشدّد على نفسه وعلى الآخرين. ٢- أن يكون الغلوّ متعلّقًا بالأحكام، ومن صور ذلك: (أ) إلزام النَّفس أو الآخرين بما لم يوجبه الله ﷿ عبادة وترهُّبًا، ومعيار ذلك الطَّاقة الذَّاتيَّة حيث إنّ تجاوز الطاقة في أمر مشروع يعتبر غلوًّا. ومن الأدلَّة على ذلك، ما رواه أنس بن مالك ﵁ قال: «دخل النبي، ﷺ المسجد فإذا حبل ممدود بين ساريتين فقال: ما هذا الحبل؟ فقالوا: هذا حبل لزينب، فإذا فترت تعلَّقت به، فقال النبي، ﷺ حلّوه ليصلّ أحدكم نشاطه، فإذا فتر فليرقد» (٢) . قال ابن حجر في شرحه لهذا الحديث: وفيه الحثّ على الاقتصاد في العبادة، والنَّهي عن التعمّق فيها. (٣) .

(١) - انظر: كتاب الغلو في الدين فقد ذكر هذه الأقسام ص (٨٣ (. (٢) - أخرجه البخاري (٢ / ٤٨) ومسلم (١ / ٥٤٢) رقم (٧٨٤) . (٣) - انظر: فتح الباري (٣ / ٣٧) .

1 / 57