351

Al-Wasatiyah in the Light of the Holy Quran

الوسطية في ضوء القرآن الكريم

Daabacaha

الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات

Noocyada

﴿وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ﴾ (الروم: من الآية ٣٦) أي: شدّة ﴿بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ﴾ (الروم: من الآية ٣٦) أي: من المعاصي والآثام: ﴿إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ﴾ (الروم: من الآية ٣٦) أي: ييأسون من روح الله.
قال: هذا إنكار على الإنسان من حيث هو، إلا من عصمه الله ووفقّه، فإن الإنسان إذا أصابته نعمة بطر وقال: ﴿ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ﴾ (هود: من الآية ١٠) أي يفرح في نفسه، ويفخر على غيره.
وإذا أصابته شدّة قنط وأيس أن يحصل بعد ذلك خير بالكلية، ثم بين المنهج الوسط.
قال الله - تعالى -: ﴿إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ (هود: من الآية ١١) أي: صبروا في الضراء، وعملوا الصالحات في الرّخاء، كما ثبت في الصحيح: «عجبًا للمؤمن، لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيرًا له، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له» (١) .

(١) - انظر: تفسير القاسمي ص (٤٧٨٠) . والحديث أخرجه مسلم (٤ / ٢٢٩٥) . رقم (٢٩٩٩) .

1 / 351