Al-Wasatiyah in the Light of the Holy Quran
الوسطية في ضوء القرآن الكريم
Daabacaha
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
Noocyada
قال القرطبي في قوله - تعالى -: ﴿فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ﴾ (البقرة: من الآية ٢٤٦) . أخبر - تعالى - أنه لما فرض عليهم القتال ورأوا الحقيقة، ورجعت أفكارهم إلى مباشرة الحرب، وأن نفوسهم ربما قد تذهب ﴿تَوَلَّوْا﴾ (البقرة: من الآية ٢٤٦) أي اضطربت نياتهم وفترت عزائمهم، وهذا شأن الأمم الممتنعة، المائلة إلى الدعة، تتمنى الحرب أوقات الأنفة، فإذا حضرت الحرب كعت وانقادت لطبعها.
وعن هذا المعنى نهى النبي، ﷺ بقوله: «لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاثبتوا» (١) رواه الأئمة.
ثم أخبر الله عن قليل منهم أنهم ثبتوا على النية الأولى، واستمرت عزيمتهم على القتال في سبيل الله - تعالى - (٢) .
وقال ابن عباس: شربوا على قدر يقينهم، فشرب الكفار شرب الهيم، وشرب العاصون دون ذلك، وانصرف من القوم ستة وسبعون ألفًا - قيل كان عددهم ثمانين ألفًا - وبقي بعض المؤمنين لم يشرب شيئًا، وأخذ بعضهم الغرفة.
وقال ابن عباس والسدي: جاز معه في النهر أربعة آلاف رجل، فيهم من شرب، فلما نظروا إلى جالوت وجنوده، رجع منهم ثلاثة آلاف وستمائة وبضعة وثمانون (٣) .
(١) - أخرجه البخاري (٤ / ٩، ٢٤) ومسلم (٣ / ١٣٦٢) رقم (١٧٤٢) . (٢) - انظر: تفسير القرطبي (٣ / ٢٤٤) . (٣) - انظر: تفسير القرطبي (٣ / ٢٥٤) . وبالنسبة لعددهم ومقدار من رجع منهم من أخبار بني إسرائيل والمهم أن الأكثر هم الذين رجعوا.
1 / 257