Al-Wajiz fi Fiqh al-Imam al-Shafi'i
الوجيز في فقه الإمام الشافعي
Tifaftire
علي معوض وعادل عبد الموجود
Daabacaha
شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
1418 AH
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
Fiqiga Shaaficiga
Raadiyadii ugu dambeeyay halkan ayay ka soo muuqan doonaan
Al-Wajiz fi Fiqh al-Imam al-Shafi'i
Al-Ghazali (d. 505 / 1111)الوجيز في فقه الإمام الشافعي
Tifaftire
علي معوض وعادل عبد الموجود
Daabacaha
شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
1418 AH
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
في عَقْله.
قال ابنُ السُّبْكِي في ((الطبقات)): يعجبني هذا الكلامُ، فإنَّ الذي يحبُّ أن يَطَّلِعَ على منزلةٍ مَنْ هو أعْلَى منه في العلْمِ، يحتاجُ إلى العَقْلِ والفَهْمِ، فبالعقْلِ يُمَيِّزُ، وبالفَهْمِ يقْضِي، ولَمَّا كان علْمُ الغَزَّالِيِّ في الغايةِ القَصْوَى، أحتاجَ مَنْ يريدُ الاطّلاعَ عَلَى مقدارهَ فيه أنْ يكُونَ هُو تَامَ العَقْلِ.
وقال أيضاً: لا بُدَّ معٍ تَمامِ العَقْلِ من مُداناةِ مرتبتِهِ في العلْمِ لمرتبةِ الآخَرِ؛ وحينئذٍ فَلاَ يَعْرِفُ أحدٌ مِمَّنْ جاءَ بعد الغَزَّالِيِّ قَدْرَ الغَزَّالِيِّ، ولا مُقْدَارَ علْم الغَزَّاليِّ، إلا بمقدارِ عِلْمِهِ، أما بمقدار عِلْمِ الغَزَّاليِّ، فلا؛ إذ لم يجىء بعده مِثْلُهُ، ثم المُداني له إنما يَعْرِفُ قَدْرَهُ بِقَدْرِ ما عنده، لا بقدْرِ الغَزَّالِيِّ في نفسه.
وقال: سمعتُ الشيخَ الإمامَ - رحمه الله -، يقول: لا يَعْرِفُ قَدْرَ الشخْصِ في العِلْمِ إلا مَنْ ساواه في رتبته، وخالَطَهُ مع ذلك.
قال: وإنَّما يَعْرِفُ قَدْرَهُ بمقْدَارِ ما أُوتِيَهُ هو.
وكان يقولُ لنا: لا أحدَ من الأصحابِ يعرفُ قَدْرَ الشافعيِّ؛ كما يعرفه المُزَنِيُّ.
قال: وإنما يَعْرِفُ المُزَنِيُّ مِن قدْرِ الشافعيِّ بمقْدَارِ قُوَى المُزَنِيِّ، والزائدُ عليها من قوَى الشافعيِّ لم يُدْرِكُهُ المُزنيُّ.
وكان يقولُ لنا أيضاً: لا يُقدِّرُ أحدٌ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - حَقَّ قَدْرِهِ، إلاَّ اللهُ تعالَى، وإنما يَعْرِفُ كُلُّ واحدٍ مِنْ مقدارِهِ بِقَدْرٍ ما عنده هو.
قال: فَأَعْرَفُ الأمَّةِ بِقَدْرِهِ - صلَّى الله عليه وسلم - أبو بَكْرِ الصِّدِّيقُ، رضي الله عنه؛ لأنه أفضلُ الأمَّةِ.
قال: وإنما يَعْرِفُ أبوِ بَكْرٍ مِنْ مقدارِ المُصْطَفَى - صلَّى الله عليه وسلَّم - ما تَصِلُ إليه قُوَى أبي بَكْرٍ، وثَمَّ أُمُورٌ تَقْصُرُ عنها قُوَاهُ، لم يُحِطْ بها عِلْمُهُ، ومُحِيطٌ بها عِلْمُ اللهِ.
93