Al-Wajiz fi Fiqh al-Imam al-Shafi'i
الوجيز في فقه الإمام الشافعي
Tifaftire
علي معوض وعادل عبد الموجود
Daabacaha
شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم
Daabacaad
الأولى
Sanadka Daabacaadda
1418 AH
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
الأَصَابِعِ وَمَضْمُومَتَهَا، ثُمَّ يَجْلِسُ مُفْتَرِشاً (ح) بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ؛ حتَّى يَطْمَئِنَّ، وَيَضَعُ يَدَيْهِ قَريباً مِنْ رُكْبَتَيِهِ مَنْشُورَةَ الأَصَابِعَ، وَيَقوُلُ: الَّهُمَّ أَغْفِرْ لي وأجْبُرْنِي وَعَافِي وآَزْزُقْنِي وَأَهْدني(١)، ثُمَّ يسْجُدُ سَجْدَةً أُخْرَى مِثْلَهَا، ثُمَّ يَجْلِسُ جلْسَةً خَفِيفَةً لِلاسْتَرَاحَةِ، ثُمَّ يَقُومُ مُكَبِّراً(٢) واضِعاً يَدَيْهِ عَلَى الأَرْضِ؛ كَمَا يَضَعُ العَاجِنُ
(الركن السادس) التَّشَهُدُ وَالتَّشَهُّدُ الأَوَّلُ سنَّةٌ، والقُعُودُ فِيهِ عَلَى هيئةِ الافْتِراشِ (م)؛ لأَنَّهُ مُسْتْوفِرٌ لِلْحَرَكَةِ، وَالمَسْبُوقُ يَفْتِرِشُ فِي التَّشَهُّدِ الأَخِيرِ؛ لاسْتيفازهُ، وَمَنْ عَلَيِهِ سُجُودُ السَّهْوِ، هَلْ يَفْتَرِشُ فِيهِ خِلاَفٌ، والافْتِراشُ أَنْ يَضَعِ الرِّجْلَ الْيُسْرَى وَيَجْلِسَ عَلَيْهَا، وَيَنْصِبَ القَدَمَ الْيُمْنى؛ وَيَضَعَ أَطْرَافَ الأَصَابِعَ عَلَى الأَرْضِ، وَالتَّوَرُّكُ سُّنَّةٌ فِي الَّشَهُّدِ الأخِيرِ (ح) وَهُوَ أَنْ يَضَعَ رِجْلَيْهِ كَذَلِكَ، ثُمَّيُخْرِ جَهُمَا مِنْ جِهَةٍ يَمِينِهِ، ويُمكِّنُ وَرِكَهُ مِنَ الأَرْضِ، ثُمَّ يَضَعُ الْيَدَ الْيُسْرَى عَلَى طَرَفِ الزُكْبَةِ مَنْشُورَةً مَعَ التَّفْرِيجِ الْمَقْتَصِد، وَالْيَدُ اليُمْنَى يَضَعُهَا كَذَلِكَ، لَكِنْ يَقْبِضُ الْخِنْصِر وَالِنْصِرَ وَالوُسْطَى، وَيُرْسِلُ المُسَبِّحَةَ.
وَفِي الإِبْهَامِ أَوْجُهِ(٣)، قِيلَ: يُرْسِلُهَا، وَقِيلَ: يُحَلِّقُ الْإِبْهَامَ وَالوُسْطَىْ، وَقِيلَ: يَضُمُّهَا إِلَى الوُسْطَى المَقْبُوضَةِ؛ كَالقَائِضِ ثَلاَثاً وَعِشْرِينَ، ثُمَّ يَرْفَعُ مُسَبِّحَتَهُ فِي الشَّهَادَةِ عِنْدَ قَوْلِهِ: ((إِلَّ اللَّهُ)، وَفِي تَحْرِيكِهَا عِنْدَ الرَّفْعِ خِلاَفٌ، أَمَّا التَّشَهُّدُ الأَخِيرُ، فَوَاجِبٌ (ح م)، وَالصَّلاَةُ عَلَى الرَّسُولِ عَلَيْهِ السَّلامُ وَاجِبَةٌ مَعَهُ (ح م)،َ وَعَلَى الآل قَوْلاَنٍ(٤)، وَهَلْ تُسَنُّ الصَّلاَةُ عَلَى الرَّسُولِ فِي الأَوَّلِ قَوْلاَنِ، ثم أَكْمَلُ التَّشَهُّدِ مَشْهُورٌ، وَأَقَلَّهُ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، سَلَامٌ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ، سَلَامٌ عَلَيْنَا، وَعَلىَ عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مِحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، وَهُوَ الِقَدْرُ المُنكَرِّرُ فِي جَمِيعِ الرَّوَايَاتِ، وَأَوْجَزَ أَبْنُ سُرَيْجٍ بِالمَعْنَى، وَقَالَ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ(٥) سَلاَمٌ عَلَيْكَ، أَيُّهَا النَّبِيُّ، سَلَمٌ عَلَيْنَا،
(١) هذا الدعاء لفظ حديث أخرجه أبو داود (٥٣٠/١ - ٥٣١) كتاب الصلاة باب الدعاء بين السجدتين حديث (٨٥٠) والترمذي (٧٦/٢) كتاب الصلاة: باب ما يقول بين السجدتين حديث (٢٨٤) وابن ماجه (١/ ٢٩٠) كتاب الصلاة: باب ما يقول بين السجدتين وأحمد (٣٧١/١) والحاكم (٢٦٢/١) كتاب الصلاة، والبيهقى (١٢٢/٢) كتاب الصلاة: والبغوى في ((شرح السنة)) (٢٦٦/٢ - بتحقيقنا) كلهم من طريق كامل أبى العلاء عن حبيب بن أبى ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وقال الترمذي: هذا حديث غريب وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وقال النووى في ((المجموع)) (٤١٤/٣): رواه أبو داود والترمذي وغيرهما بإسناد جيد.
(٢) قال الرافعي: ((ثم يجلس جلسة خفيفةً للاستراحة، ثم يقوم مكبراً) هذا ذهاب إلى أنه يرفع رأسه غير مكبر، ثم يعود مكبراً والأظهر أنه يرفع رأسه، عن السجود مكبراً [ت]
(٣) قال الرافعي: ((وفي الإبهام أوجه)) هكذا ذكر الإمام وصاحب الكتاب، والمشهور أنها أقوال [ت]
(٤) قال الرافعي: ((وعلى الآل قولان)) قيل هما وجهان والعاجز عن الدعاء لا يدعو بالعجمية
(٥) قولهُ: الثَّحيَّاتُ للَّهِ) قَالَ بَكْرِ بنِ الأنبارىِّ: فيه ثَلاثَةُ أَوْجه:
أَحدها: السَّلامُ. يقولُ الرَّجَلُ للرَّجلٍ: حَيَّاك الله، حيَّكَ اللهِ، أَّ: سلامُ الله عليك.
الثاني: المُلكُ الله. والتَّحِيُّة: المُلكَ. يقال: حيَّكَ الله، أي: ملَّكك الله، قال الشَّاعر:
ولكلُّ مَا نَالَ الفتّى قَدْ نِلْتُهُ إِلَّا التَّحيَّة
الثالثُّ: البقاءُ الله تعَالى. يقالُ: حَيَّاكَ الله، أَبْقَاكَ الله. وقال بعضهم: معنى ((حيَّكَ الله)) أي: أَحياكَ الله. قالَ الزَّمخشريُّ: التَّحيةُ: تفعلةٌ مِنَ الحياةِ بمعنى الإِحياءِ والتَبَّقية. قالَ القتيبيُّ التَّحيَّاتُ لله على الجمع؛ لأنَّهُ كان في =
168