119

Al-Wajiz fi Fiqh al-Imam al-Shafi'i

الوجيز في فقه الإمام الشافعي

Tifaftire

علي معوض وعادل عبد الموجود

Daabacaha

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

Daabacaad

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1418 AH

Goobta Daabacaadda

بيروت

الرَّابِعُ: أَنْ تَلُوحَ [له](١) عَلَاَمَةُ النَّجَاسِةِ كَحَرَكَةِ المَاءِ، أَوْ نُقْصَانِهِ، أوِ انْصِبَابِهِ، أَوِ ابْتِلَاَلِ طَرَفٍ الإِنَاءِ، إِذا كَانَتِ النَّجَاسَةُ بُوُلُوغ الكَلْبِ، وَيَشْتَرِكُ فِي دَرْكِهِ الأَعْمَى (و) والبَصِيرُ، فَإِنْ لَمْ تَلُحْ عَلَّمَةُ صَبِّ المَاءِ، وتيمم؛ فإِنْ تيمَّمَ قَبْلَ الصَّبِّ، وَجَبَ القَضَاءُ؛ لأَنَّ مَعَه مَاءٌ طَاهِراً بِيَقِين.

فَرْعٌ: لَو أَذَّى أَجْتِهادُهُ إِلى إِناءٍ، وصَلَّى بِهِ الصُّبْحَ، ثُمَّ أَذَّى عنْدَ الظُهْرِ أَجْتِهَادُهُ إِلى الثَّاني، تيمَّمَ ولا يَسْتَعْمِلُ، لِأَنَّ الاجْتِهادَ لا يُنْقَضُ بالاجْتهادِ، وَخَرَّجَ [ابْنُ سُرَيجٍ](٢) أَنَّهُ يَستعْمِلُ ونُوردُهُ علَىْ جَمِيعِ مَوَارِدِ الأَوَّل؛ لأَنَّ هَذِهِ قَضِيَّةٌ أُخرى، وعَلَى النَّصِّ، هَلْ يَقْضِى الصَّلاَةَ الثَّانِيَةَ؛ لِأَنَّ مَعَهُ مَاءَ طاهِراً بِحُكْمِ آلاجْتِهِادِ فِهِ وَجْهَانِ.

البَابُ الرَّابعُ: في الأَواني، وَهِيَ ثَلاثَةُ أَقْسَامٍ

([الْقِسْمُ](٣))، الأَوَّلُ: المُتَّخَذُ مِنَ الجُلُودِ، وَاسْتِعْمَالُهُ جَائِرٌ بِشَرْطِ أَنْ يَكُونَ الجِلْدُ طَاهِراً، وَطَهَارَتُهُ بِالذَّكَاةِ فِيمَا يُؤْكَلُ (ح) لحْمُهُ، أَوْ بالدِّبَاغِ في الجمِيعِ إِلَّ الكَلْبَ (ح) وَالْخِنْزِيرَ، وَكَيْفِيَّةُ الدِّبَاغِ نَزْعُ الفَضَلاَتِ بِالأَشْياءِ الْحِرِّيفَةِ، وَلاَ يَكْفِي التَّتْرِيَبُ (ح)، وَالتَّشْمِيسُ (ح)، ولاَ يَجِبُ استعْمَالُ المَاءَ فِي أَثْنَاءِ الدِّباغ؛ عَلَى أَقْيَسِ الوَجْهَينِ، وَيَجِبُ إفاضَةُ المَاءِ المُطْلَقِ عَلَى الجِلْدِ المَدْبُوغ؛ عَلَىْ أَظْهَر الوَجْهَينِ، ثُمَّ الِلْدُ المَدْبُوغُ طاهِرٌ ظاهِرُهُ وَبَاطِنُهُ [وم](٤)؛ يَجُوزُ بَيْعُهُ [وم](٥)، وَيَحِلُّ أَكْلُهُ؛ عَلَى

(١) سقط من أ.

(٢) قال الرافعي: ((ابن سُرَيْج .. هو القاضي أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج البَغْدادي من عظماء الأصحاب، الشافعي، رضي الله عنه شرح مذهبه ولخّصه، وردّ على المخالفين، وذكر أن تصنيفاته تبلغ أربعمائة، وكان يفضل على جميع أصحاب الشافعي حتى على المزني، وأخذ الفقه عن أبي القاسم الأنماطي، وروى الحديث عن الحسن ابنِ محمد الزعفراني، ومحمد بن عبد الملك الدمشقي، وأبى داود السجستاني وغيرهم، وروى عنه سليمان الطبراني وأبو أحمد الغطريفى، ويروي عنه أنه قال في علّته التي مات فيها: ((رأيت في المنام كأن قائلاً يقول لي: هذا ربك يخاطبك قال فسمعت بماذا أجبتم المرسلين؟ قال: قلت: بالإيمان والتصديق، فقيل بماذا أجبتم المرسلين؟ فوقع في قلبي أنه يراد منّي زيادة في الجواب، فقلت بالإيمان والتصديق غير أنا أصبنا من هذه الذنوب، فقال إني سأغفر لك.

توفي بـ ((بغداد)) سنة ست وأربعمائة [ت]

تنظر ترجمته من الأعلام ١٧٨/١، طبقات الفقهاء للشيرازي ص ٨٩، ووفيات الأعيان ٤٩/١، تاريخ بغداد ٢٨٧/٤، طبقات الشافعية للسبكى ٨٧/٢، البداية والنهاية ١٢٩/١١، تذكرة الحفاظ ٨١١/٣، والمنتظم ١٤٩/٦، شذرات الذهب ٢٤٧/٢، النجوم الزاهرة ١٩٤/٣.

(٣) سقط من أ.

(٤) سقط من أ.

(٥) سقط من أ.

119