Al-Wajiz fi Fiqh al-Imam al-Shafi'i
الوجيز في فقه الإمام الشافعي
Tifaftire
علي معوض وعادل عبد الموجود
Daabacaha
شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم
Daabacaad
الأولى
Sanadka Daabacaadda
1418 AH
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
( كتاب الطهارة(١))
(وفيه ثمانية أبواب)
( الباب الأول في المياه الطاهرة)
وَالمُطَهِّرُ لِلْحَدَثِ وأَالخَبَثِ (ح) هُوَ المَاءُ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ المَائِعَاتِ، ثُمَّ الِمِيَاهُ [الطَّاهِرَةُ](٢) عَلَى ثَلاَثَةٍ أَقْسَامٍ:
(١) الطَّهَارَةُ: هي في اللغة: النَّاهَةُ وَالنَّظَافَةُ عن الأقذار، يقال: طَهُرَت المرأة من الحَيْضِ، والرَّجُلُ من الذنوبُ، بفتح الهاء وضمها وكسرها.
والطُّهْر نقيض الحَيْضِ، والطهر نقيض النجاسة، ويقال: المرأة طاهر من الحيض، وطاهرة من النجاسة.
والطُّهور بالضم التطهُّر، وبالفتح: الماء الذي يُتَطَهَّرُ به، هذا رأى جمهور أهل اللغة، كما قالوا في السُّحور والسَّحور، والوُضُوءِ والوَضُوء، بالضم يُطْلَقُ على الفعل؛ وبالفتح يُطْلَقُ على ما يُتَسَخَّرُ به، وعلى الماء الذي يُتَوَضَّأُ به.
وقال سيبويه: الطَّهور بالفتح يقع على الماء والمصدر معاً.
والمِطهرة: الإناء الذي يُتَطَهَّرُ منه، والمِطْهَرَةُ: البيت الذي يتطهر فيه
ينظر: لسان العرب ٤ / ٢٧١٢، ترتيب القاموس ١٠٣/٣، ١٠٤ المعجم الوسيط: ٥٧٤/٢ واصطلاحاً:
عرفها الحنفية بأنها: النَّظَافَةُ المخصوصة المتنوعة إلى وضوء وغسل وتيقُّم، وغسل البدن والثوب ونحوه.
وعند الشَّافِعِيَّةِ: إِزَالَهُ حَدَثٍ، أو نَجَسٍ، أو ما في معناهما، وعلى صورتهما، وقيل أيضاً: فعل ما يترتب عليه إِباحَةَ الصلاة، ولو من بعض الوجوه، أو ما فيه ثواب مجرد.
عند المالكية: صفَةُ حكمية تُوجِبُ لموصوفها جَوَازَ استباحة الصلاة به، أو فيه، أو له.
عند الحنابلة: رفع ما يمنع الصَّلاة، وما في معناها من حَدَثٍ، أو نجاسة بالماء، أو رفع حكمه بالتراب. ينظر: الدرر ٦/١، فتح الوهاب: ٣/١، شرح المهذب: ١٢٣/١، الإقناع بحاشية البيجرمي: ٥٨/١ -٥٩ حاشية الباجورى ١/ ٢٥، حاشية الدسوقي: ٣٠/١ - ٣١ الكليات لأبى البقاء ص ٢٣٤
وشرعت الطهارة حَثّاً للمؤمن على النظافة، حتى يكون حَسَنَ البَدَنَ والمَلْبَسِ والمكان، كما هو طاهر القلب، نظيف اللسان بالإِيمان والإِخلاصِ، ولذا نجد الشَّارعَ الحكيم قد أوجب الوضوء والغسل، وإزَالَة النجاسة لطَهَارَةِ الْبَدَنِ والثوب والمكان واعلم أنَ الفقهاء قدّموا العِبَادَاتِ على المُعَامَلاَتِ اهتماماً بالأمور الدِّينية دون الدنيوية، وقدموا منها الطهارة؛ لأنها مفتاح الصلاة التي هي أهم العِبَادَاتِ، ولذلك ورد («مفتاحُ الجَنّةِ الصَّلاةُ، ومِفْتَاحُ الصلاة الطهور)) الباجوري ٢٣/١ .
(٢) سقط في ط .
109