165

Al-Wadhi in Quranic Sciences

الواضح في علوم القرآن

Daabacaha

دار الكلم الطيب / دار العلوم الانسانية

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م

Goobta Daabacaadda

دمشق

Noocyada

واقرأ- أيضا- قوله تعالى: حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ (٦٤) لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ (٦٥) قَدْ كانَتْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ (٦٦) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِرًا تَهْجُرُونَ [المؤمنون: ٦٤ - ٦٧]. وانظر- بعد ذلك- إلى هذا الكلام الذي يتنزل من عرش الربوبية، ويغمر النفس بالرهبة والجلال، هل يمكن لبشر أن يصطنعه اصطناعا، وأن ينطبق به تمثيلا، أو يتحلى به تزويرا؟! خامسا- التصوير الفني في القرآن تمهيد: إن القرآن الكريم حين يخاطب العقلاء، إنما يخاطب فيهم عقولهم، كما يثير فيهم مشاعرهم وأحاسيسهم، بأسلوبه الفذ، وبيانه المعجز، وموسيقاه الساحرة، فيجعل المخاطب يتخيل المعنى المجرد صورة ناطقة يتحسس فيها الحركة والحياة. وإذا كان التصوير تثبيتا للظل الصامت، أو مجموعة خطوط وألوان متجمعة، تضع أمام الرائي لوحة قد تثير في ذهنه معنى من المعاني، أو تنقل إلى مخيلته مشهدا من المشاهد، فإن التصوير القرآني أوسع من هذا بكثير: فهو تحويل الحروف الصوتية الجامدة إلى ريشة تنبع من رأسها الأصباغ والألوان المختلفة، حسب الحاجة والطلب، لتحيل- بدورها- المعاني المعتادة إلى صور يتأملها الخيال، ويدركها الشعور، وتكاد العين أن تستوعبها قبل أن يستوعبها العقل. وهو- كما يقول صاحب كتاب التصوير الفني في القرآن- تصوير باللون، وتصوير بالحركة،

1 / 169