147

Al-Wadhi in Quranic Sciences

الواضح في علوم القرآن

Daabacaha

دار الكلم الطيب / دار العلوم الانسانية

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م

Goobta Daabacaadda

دمشق

Noocyada

ضد القدرة، ومنه المعجزة، وهي- اصطلاحا- أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم عن المعارضة. والإعجاز هو: ضعف القدرة الإنسانية في محاولة المعجزة ومزاولتها، على شدة الإنسان واتصال عنايته في ذلك، ثم استمرار هذا الضعف على تراخي الزمن وتقدمه. وإعجاز القرآن: معناه: إظهار صدق النبيّ ﷺ في دعوى الرسالة بإظهار عجز العرب عن معارضته في معجزته الخالدة- وهي القرآن- وعجز الأجيال بعدهم عن ذلك. وذلك أن القرآن قد سما في علوه إلى شأو بعيد بحيث تعجز القدرة البشرية عن الإتيان بمثله، سواء كان هذا العلو في بلاغته، أو تشريعه، أو مغيباته. ٢ - دليل الإعجاز في القرآن: قام محمد بن عبد الله- صلوات الله وسلامه عليه- يعرض دعوته على الناس، ويخبرهم أنه رسول الله إليهم جميعا، ولما سألوه أن يأتيهم بمعجزة تدلّ على صدق دعوته، وتبرهن على صحة رسالته، أجابهم بما أخبره به الله تعالى، وأبان لهم أن معجزته الواضحة، وآيته الساطعة، ودليله الصادق، الذي يقوم مقام معجزات من سبقه من الأنبياء هو ما يتلوه عليهم من قرآن: وَقالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥٠) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [العنكبوت: ٥٠ - ٥١] ويتجلّى دليل الإعجاز بالمظاهر التالية: ١ - تحدي المشركين العرب أن يعارضوه. لما طلب هؤلاء المعجزة، وجاءهم ذاك الجواب من رب العزة لم يذعنوا للحق

1 / 151