Al-Taysir in the Seven Recitations
التيسير في القراءات السبع ت الشغدلي
Baare
د. خلف حمود سالم الشغدلي
Daabacaha
دار الأندلس للنشر والتوزيع
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
Goobta Daabacaadda
حائل - المملكة العربية السعودية
Noocyada
التيسير في القراءات السبع
د خلف حمود سالم الشغدلي
الطبعة الأولى
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥
1 / 1
دار الأندلس للنشر والتوزيع، ١٤٣٥ هـ
فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر
الشغدلي، خلف حمود
التيسير في القراءات السبع. / خلف حمود الشغدلي -ط .. -
حائل ١٤٣٥ هـ
٦٢٢ ص؛ ١٧×٢٤ سم
ردمك: ٩ - ٢٠ - ٨١٣٠ - ٦٠٣ - ٩٧٨
١ - القرآن- القراءات والتجويد أ. العنوان
ديوي ٢٢٨،١ ... ٣٦٢٦/ ١٤٣٥
رقم الإيداع: ٣٦٢٦/ ١٤٣٥
ردمك: ٩ - ٢٠ - ٨١٣٠ - ٦٠٣ - ٩٧٨
الطبعة الأولى
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
جميع حقوق الطبع محفوظة للناشر
لايجوز استنساخ الكتاب أو أي جزء منه بأي طريقة كانت سواء بالتصوير
أو بالتخزين إلا بإذن خطي من الناشر
تم الإخراج الفني للكتاب وتصميم الغلاف
بدار الأندلس للنشر والتوزيع بحائل
1 / 2
تقديم الأستاذ الدكتور الشيخ/ علي بن عبد الرحمن الحذيفي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فإن كتاب "التيسير في القراءات السبع" للإمام أبي عمرو الداني من الكتب الهامة كثيرة النفع، ومن أصول القراءات، واعتنى به علماء القراءات حفظا ودراية، وتحقيقُهُ من أهم طرق نشر القرآن الكريم، وتوثيق نصه عمل جليلٌ؛ يفرح به أهل القرآن الكريم.
وقد قام بتحقيق هذا الكتاب النافع أخونا الدكتور الشيخ/ خلف بن حمود الشغدلي، وأشرفتُ على تحقيقه في مرحلة الماجستير، وبذل في ذلك جهدا مشكورا، فخرج بهذه الصورة، وأسأل الله أن ينفع به المسلمين.
وصلى الله وبارك وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه.
1 / 3
تقديم العلامة الشيخ/ عبد الرافع بن رضوان الشرقاوي
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، وعلى آله وصحبه الذين نقلوا القرآن الكريم كما سمعوه من فيه ﷺ، وتلوه حق تلاوته، وعملوا بما فيه، (أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، أما بعد
فقد شاء الله - جلَّ وعلا- أن يكون لقراءة القرآن الكريم النصيب الأوفر من العناية والرعاية لدى سلفنا الصالح في صدر الإسلام زمن النبي ﷺ والصحابة ﵃ والتابعين وتابعيهم، حيث إن أول ما تعلموه من علوم الدين كان حفظ القرآن الكريم وقراءته، فقد تلوه حق التلاوة، وتفهّموا سُوره وآياته، وتفقهوا بعمله وكلماته، وتحرَّوا الدقة والأمانة في نقل هذه القراءات القرآنية، وأدّوها كما تحملوها إلى مَن بعدهم إلى أن وصلت إلينا سالمة من كل زيف، لم يتطرق إليها أدنى شيء من التحريف، تحقيقا لقول الله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).
ولما كان كتاب "التيسير في القراءات السبع للإمام أبي عمرو ثمان بن سعيد الداني المتوفي بدانية في شوال سنة أربع وأربعين وأربعمائة، من أقدم كتب القراءات وأهمها، فإن الإمام القاسم بن فيرّه بن خلف بن أحمد الشاطبي اهتم به، وحفِظه، وقال: عرضته حفظا عن ظهر قلب، وتلوت ما فيه على ابن هذيل بالأندلس.
هذا، وقد وفق الله ﷾ الإمام الشاطبي وأعانه على نظم ما اشتمل عليه كتاب التيسير في قصيدته المسماة "حرز الأماني ووجه التهاني" في القراءات السبع، المعروفة بالشاطبية، والتي بلغت أبياتها
1 / 4
ثلاثة وسبعين ومائة وألف بيت، واشتهر كتاب التيسير بسبب هذه القصيدة، وعم عطره أرجاء الدنيا.
رحم الله أئمتنا رحمة واسعة، وأدعوا بما دعا به الإمام الشاطبي حيث قال:
جزى الله بالخيرات عنا أئمةً ... لنا نقلوا القرآن عذبا وسلسلا
وكان ممن وفقهم الله للكتابة في هذا المجال الأخ الدكتور/ خلف بن حمود الشغدلي، فقد قام بتحقيق كتاب "التيسير في القراءات السبع" للإمام الداني تحقيقا علميا، بذل فيه جهدا مشكورا، فقد وضّح تراكيبه، وتوخَّى الدقة في كتابه، في رصانة أسلوب، وعذوبة تعبير.
أسأل الله ﷾ أن يحقق بهذا الكتاب النفع، ويجزل لمؤلفه الأجر، وأن يجزي المحقق عن القرآن الكريم وأهله خير الجزاء.
كما وأسأله -جلت قدرته- أن ينفع به طلاب الدراسات القرآنية، والمشتغلين بقراءاته المتواترة، وأن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم.
وفَّق الله الجميع لخدمة كتابه العزيز، والعمل بما فيه، فهو الموفق والهادي إلى سواء السبيل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المدينة المنورة في ١٥/ ٦/١٤٣٥ هـ
1 / 5
نماذج من المخطوطات
ظ = الظاهرية.
ت = التيمورية.
أ ... = نسخة مكتبة الأوقاف - الكويت.
ب = الأزهرية.
ج = العراقية.
1 / 6
مقدمة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ (١)، وقال سبحانه: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ (٢)، وقال جل وعلا: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ (٣) (٤).
_________
(١) سورة آل عمران: ١٠٢.
(٢) سورة النساء: ١.
(٣) سورة الأحزاب ٧٠، ٧١.
(٤) تسمى هذه المقدمة والخطبة خطبة الحاجة، كان رسول الله ﷺ يعلمها أصحابه بأن يجعلوها بين يدي كلامهم سواء كان هذا في خطبة نكاح أو خطبة جمعة أو غيرها. رواه عن عبد الله بن مسعود ﵁ أحمد في مسنده ١/ ٣٩٢. وأبو داود في سننه كتاب النكاح باب خطبة الحاجة ٢/ ٥٩١ (٢١١٨). وابن ماجة في سننه في كتاب النكاح باب خطبة النكاح ١/ ٦٠٩ (١٨٩٢) والترمذي في جامعه في كتاب النكاح - باب ما جاء في خطبة النكاح ٣/ ٤١٥ (١١٠٥) والنسائي في سننه في كتاب النكاح، باب ما يستحب في الكلام عند النكاح ٦/ ٨٩. بإسناد صحيح، ومن أحب الاستزادة فليرجع إلى (خطبة الحاجة) لمحمد ناصر الدين الألباني، فقد جمع رواياتها وشرحها، رحمه الله تعالى.
1 / 3
ثم الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ليكون للعالمين نذيرا، وأعجز الثقلين عن الإتيان بمثله، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا؛ فهو كما قال جل ذكره: ﴿الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ (١)، أنزله قرآنا عربيا غير ذي عوج على سبعة أحرف للتسهيل والتيسير.
وأُصلي وأُسلِّم على سيد ولد آدم أجمعين نبينا محمد ﷺ، الذي أوتي جوامع الكلم والسبع المثاني والقرآن العظيم، صلى الله عليه وعلى أهل بيته الطيبين وأصحابه أجمعين وسلم تسليما.
أما بعد: فإن أولى ما أنفقت فيه الهمم العوالي وبُذلت في سبيله المُهج الغوالي: كتاب الله الذي هو كلامُه وهدايته لخلقه على مدى الزمان.
ولقد اهتمّ العلماء الأخيار على مرّ العصور بالقرآن وعلومه؛ وكان ممن اعتنى بالقرآن وقراءته ورسمه وضبطه الحافظ العلامة أبو عمرو الداني صاحب المصنفات الكثيرة النافعة.
ومن أبرز مصنفاته كتابه "التيسير في القراءات السبع" الذي اشتهر شهرةً فائقة، وسارت به الرّكبان، حتى نظمه الشاطبي في منظومة سمّاها: "حرز الأماني ووجه التهاني" المشهورة بـ"الشاطبية"؛ فنظم الكتاب
_________
(١) سورة هود: ١.
1 / 4
في ثلاثة وسبعين ومائة وألف بيت؛ قال ﵀:
وأبياتها ألفٌ تزيد ثلاثةً ومع مائة سبعين زُهرا وكُمّلا
وقال في أول منظومته:
وفي يُسْرها التيسير رُمتُ اختصاره ... فأجنت بعون الله منه مؤمّلا
وألفافها زادت بنشر فوائد ... فلفت حياءً وجهها أن تفضلا
وسميتها "حرز الأماني" تيمنًا ... و"وجه التهاني" فاهنه متقبل
ومما دعاني لتحقيق هذا الكتاب العظيم ودراسته:
* خدمة القرآن الكريم وقراءاته المتواترة؛ ولا شك أن تحقيق مثل هذا الكتاب "التيسير في القراءات السبع" له فائدةٌ عظيمةٌ لي ولغيري في ترسيخ قواعد القراءات وأصولها.
* لم يقم أحد من العلماء الأثبات بتحقيق هذا الكتاب وبيان ما فيه وتحرير مسائله ودراسته حسب علمي واطلاعي، بل أخرجه وطبعه المستشرق الألماني "أوتويرتزل" وقام بنشره عام ١٩٣٠ م، ومنذ ذلك الوقت لم يقم أحدٌ من المختصين بتحقيقه أو إخراجه. فلذاك كان في إخراج المستشرق أخطاء كثيرة؛ ومن أشنع أخطائه:
أنه أخطأ في نسبة القراءات في بعض الآيات:
* فنسب قراءة (إليكم السلام) في سورة النساء إلى نافع وابن عامر
1 / 5
وحمزة والكسائي (١)، والصواب أنها لنافع وابن عامر وحمزة، فأضاف الكسائي خطأ، قال الإمام الشاطبي:
(وعمَّ فتى قَصْرُ السَّلامِ مُؤخَّرا) (٢)
* ونسب قراءة "شَنْئان" بإسكان النون في سورة المائدة إلى أبي عمرو وابن عامر (٣)، والصواب أنها قراءة ابن عامر وشعبة، قال الإمام الشاطبي:
(وسَكّن معا شَنْئَانُ صَحَّا كلاهما) (٤)
* ونسب قراءة "ولينذر" بالياء في سورة الأنعام إلى أبي عمرو (٥) والصواب أنها لشعبة، قال الإمام الشاطبي:
(ويُنْذِرَ صَنْدَلا) (٦)
* وكذا أخطأ في كتابة بعض الآيات ولم يفطن لها، كما في
_________
(١) انظر: المطبوع ص ٨١.
(٢) حرز الأماني ووجه التهاني ص ٤٨، البيت رقم: ٦٠٥. وقوله: (عَمَّ) يرمُز لنافع وابن عامر. والفاء في قوله: (فتى) لحمزة.
(٣) انظر: المطبوع ص ٨٢.
(٤) حرز الأماني ووجه التهاني ص ٤٩ البيت رقم: ٦١٤. وقوله: (صَحَّا) الصاد يرمز لشعبةَ. وقوله (كلاهما) الكاف يرمز لابن عامر.
(٥) انظر: المطبوع ص ٨٧.
(٦) حرز الأماني ووجه التهاني ص ٥٢، البيت رقم: ٦٥٤. وقوله: (صَندلا) الصادُ يرمز لشعبة.
1 / 6
الأصول، وهي: ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ﴾ (١)، في (باب الإظهار والإدغام للحروف السواكن) فأثبت: (فإذ جعلنا) (٢).
* وفي باب ذكر مذاهبهم في الفتح والإسكان لياءات الإضافة أخطأ في الإحالة والرسم، حيث قال: وفي المؤمنون: (رَبِّي الله)، و(قَدْ جَاءَنِي البَيِّنَاتُ) (٣)، والصواب: وفي المؤمن (أي سورة غافر): ﴿كَذِبُهُ اللَّهُ﴾، و﴿لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ﴾.
* وأخطأ في أسماء بعض المشهورين، فكتب اسم (زيد بن ثابت) ﵁: (أُبيّ بن ثابت) في رجال ابن كثير (٤).
* ولم يخدم الكتابَ بتخريج الآيات والأحاديث، ولم يقم بالتعليق أو الترجمة.
* ومن الأسباب التي حفزتني لتحقيق هذا الكتاب: رغبتي في الوقوف على جهود الإمام الداني ﵀ في القراءات.
* وكذلك المساهمة في إخراج تراثنا الإسلامي على الوجه اللائق بقدر الطاقة، كما قال الله ﷿: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ (٥)، وقال - أيضا-:
_________
(١) سورة البقرة: ١٢٥.
(٢) انظر: المطبوع ص ٤٢.
(٣) انظر: المطبوع ص ٥٩.
(٤) انظر: المطبوع ص ٢٠.
(٥) سورة التغابن: ١٦.
1 / 7
﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ (١).
* ومن أعظم أسباب اختياري لهذا الموضوع: مشورة مشايخي، وواسطة العقد منهم فضيلة شيخنا ومُقرئنا والمشرف على رسالتي فضيلة الشيخ الدكتور/ علي بن عبد الرحمن الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي، والأستاذ بكلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية؛ فقد أشار عليّ -حفظه الله- بتحقيق هذا الكتاب أكثرَ من مرّة.
فأسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه وابتغاء مرضاته.
أهمية الموضوع
* تتضح أهمية الموضوع من أهمية الكتاب من بين سائر كتب القراءات؛ إذ هو أصلٌ في مذاهب القُرّاء السبعة.
* وكذا تقدُّم زمن الكتاب على كثيرٍ من الكتب؛ فهو من أوّل المصنّفات في فنِّه وعلمه.
* ويُعدُّ الكتاب مرجعًا لمن جاء بعده:
فنظمه العلماء شعرا، كما فعل الشاطبي ﵀.
وأصلا: كما فعل ابن الجزري، حيث جعله أول أصل من أصول نشرِه.
وشرحًا: كما فعل عبد الواحد بن محمد المالقي؛ حيث شرح "التيسير" في كتاب سمّاه "الدر النثير والعذب النمير في شرح مشكلات وحلّ مقفلات اشتمل عليها كتابُ التيسير".
_________
(١) سورة البقرة: ٢٨٦.
1 / 8
خطة البحث
تمهيد، وفيه خمسة مباحث:
• المبحث الأول: التعريف بالقرآن الكريم والقراءات.
• المبحث الثاني: أصْلُ اختلافِ القُرّاء وحديث الأحرف السبعة.
• المبحث الثالث: ذكر القُرّاء من الصحابة والتابعين إجمالا.
• المبحث الرابع: شروط القراءة الصحيحة.
• المبحث الخامس: القراءة الشاذة، وتعريفها.
ثم قسمان:
القسم الأول: وهو خاص بالدراسة، ويشتمل على بابين:
الباب الأول: دراسة عن المؤلف، وفيه الكلام مختصرا على المباحث الآتية:
• المبحث الأول: التعريف بالإمام الداني ونشأته وطلبه للعلم.
• المبحث الثاني: عقيدته ومذهبه الفقهي.
• المبحث الثالث: ثناء العلماء عليه.
• المبحث الرابع: شيوخه.
• المبحث الخامس: طلاّبه (تلاميذه).
• المبحث السادس: مصنّفاته، مع الإشارة لكتاب "التيسير".
الباب الثاني: دراسة الكتاب، وفيه الكلام مختصرا عن المباحث الآتية:
• المبحث الأول: تحقيق عنوان الكتاب وإثبات نسبته للإمام أبي عمرو الداني.
• المبحث الثاني: وصف النسخ الخطّية للكتاب.
• المبحث الثالث: قيمة الكتاب العلمية ومنهج الإمام الداني فيه.
• المبحث الرابع: الكتب التي استقت من الكتاب.
1 / 9
• المبحث الخامس: منهجي في تحقيق نص الكتاب.
القسم الثاني: تحقيق الكتاب؛ وقد سلكْتُ في تحقيقه المنهج التالي:
١. كتابة النص وفق قواعد الإملاء الحديثة.
٢. مقارنة النسخ، واعتماد النسخة القديمة التامة.
٣. إثبات الآيات بالرسم العثماني.
٤. تخريج الآيات القرآنية.
٥. التعريف بالأعلام؛ وذلك بترجمة موجزة غير مُخلّة إن شاء الله تعالى.
٦. تحقيق ما ورد في الكتاب من خلاف لبعض الرواة.
٧. الخاتمة: وفيها خلاصة لما توصلّت إليه أثناء البحث.
ثم الفهارس:
١ - فهرس الآيات.
٢ - فهرس الأحاديث.
٣ - فهرس الأشعار.
٤ - فهرس الأعلام.
٥ - فهرس المصادر والمراجع التي استفدت منها خلال البحث مُرتّبةً على حروف المعجم.
٦ - فهرس الموضوعات.
وبالله التوفيق
1 / 10
شكر وتقدير
وختامًا: فإنّ ما جاء في هذا البحث جهد بشر يعتريه النقص والقصور، وصدق الله إذ يقول: ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ (١)، فما كان صوابا فمن الله، وما كان من خللٍ ونقص فمنّي ومن الشيطان، والله المستعان.
وإنني أتقدم بالشكر والتقدير وصالح الدعاء لوالديّ الكريمين، وأخص بالذكر والدي العزيز - حفظه الله- ورزقنا برّه على الوجه الذي يُرضي ربّنا؛ فهو السببُ بعد الله تعالى في حفظي لكتاب الله العزيز، كما حثَّني وشجعني على الإمامة والخطابة منذ عام ١٤٠٨ هـ، حيثُ عُيّنت إماما لمسجد وكيل الإمارة بحائل، وما زلت أشرف بهذا العمل العظيم، وكان -حفظه الله- الدافع القويّ لدخولي كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية، فجزاه الله خير الجزاء.
كما أتقدم بالشكر والدعاء لشيخنا ومقرئنا العلامة الشيخ/ عبد الرافع بن رضوان، على ما قدّم من توجيه ونصح وبيان، ولا أنسى محاضراته الرائعة، وكلماته الرائقة، وعلمه الجَمّ، وأدبه الرفيع حين كنتُ أحدَ طلابه في كلية القرآن الكريم، كما شرّفني -رفع الله قدره- بالقراءة عليه، وخصَّني بشيء من وقته العزيز في بيته.
كما أتقدم بالشكر والدعاء لفضيلة شيخنا ومُقرئنا الشيخ الدكتور/ علي بن عبد الرحمن الحذيفي - حفظه الله- على ما بذل من جهد ونصح وتوجيه، وقد شرّفني - رفع الله قَدره- بشيء من وقته العزيز وبالقراءة عليه وملازمته في الكلية وفي بيته، وفي غرفة الأئمة في
_________
(١) سورة النساء: ٨٢.
1 / 11
المسجد النبوي الشريف.
فأسأل الله أن يبارك في أعمارهم وأعمالهم، وأن يختم لنا ولهم بالختام الحسن، وأسأل الله لي ولهم العلم النافع والعمل الصالح.
وآخر دعوانا أن الحمدُ للهِ رب العالمين
د. خلف بن حمود بن سالم الشغدلي
رئيس قسم الثقافة الإسلامية
كلية التربية - جامعة حائل
1 / 12
التمهيد
وفيه خمسة مباحث
المبحث الأول
التعريف بالقرآن الكريم والقراءات
المبحث الثاني
أصْلُ اختلافِ القُرّاء وحديث الأحرف السبعة
المبحث الثالث
ذكر القُرّاء من الصحابة والتابعين إجمالا
المبحث الرابع
شروط القراءة الصحيحة
المبحث الخامس
القراءة الشاذة، وتعريفها
1 / 13
المبحث الأول
التعريف بالقرآن الكريم والقراءات
قبل أن أتكلّم عن القراءات؛ فإنه يسوغ لي أن أتكلم عن الأصل الأول، وهو القرآن العظيم المجيد الذي هو كلام الله ﷿، ورحمتُه لهذه الأمة، ومأدبة الله في أرضه، مَن أخذَه؛ فقد أخذ بنصيب وافر من إرث النبوة، ومَن حفظه ووعاه في صدره؛ فقد استدرج النبوّة بين جنبيه، إلا أنه لا يوحى إليه.
قال تعالى: ﴿بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ﴾ (١)؛ "كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم، وخبر من بعدَكم، وحُكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبّار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضلّه الله، وهو حبل الله المتين، ونوره المبين، والذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسن، ولا تتشعّب معه الآراء، ولا يشبع منه العلماء، ولا يملّه الأتقياء ولا يَخْلق على كثرة الرّد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته أن قالوا: ﴿إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا﴾ (٢)، مَن علم علمه سبق، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أُجر، ومن دعا إليه هُدِي إلى صراط مستقيم" رُوي عن عليّ ﵁ مرفوعا (٣).
_________
(١) سورة العنكبوت: ٤٩.
(٢) سورة الجن: ١.
(٣) رواه الترمذي في باب ما جاء في فضل القرآن، وقال الترمذي: "حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حمزة الزيّات، وإسنادُه مجهول، وفي حديث الحارث مقال": = (٥/ ١٥٨)، وأخرجه الدارمي في سننه: (٢/ ٥٢٦) في باب فضل من قرأ القرآن، وأخرجه أحمد في مسنده بنحوه: (١/ ١١٤، الحديث: ٧٠٧). وانظر: تحفة الأحوذي للمباركفوري: (٨/ ١٧٥)، والراجح وقفه على أمير المؤمنين عليّ ﵁. قال ابن كثير: والحديث مشهور من رواية الحارث الأعور، وقد تكلموا فيه، بل كذبه بعضهم من جهة رأيه واعتقاده، أما أنه تعمد الكذب في الحديث فلا، والله أعلم. وقُصارى هذا الحديث أنه من كلام أمير المؤمنين علي ﵁، وقد وهِم بعضهم في رفعه، وهو كلام حسن صحيح، على أنه رُوي له شاهد عن عبد الله بن مسعود عن النبي ﷺ. انظر: فضائل القرآن لابن كثير ص ٢٥.
1 / 15
والقرآن في اللغة: اختُلف فيه، فقال جماعة: هو اسم علم غيرُ مشتق خاص بكلام الله، فهو غير مهموز، وبه قرأ ابن كثير، وهو مرويّ عن الشافعي، أي أنه اسمٌ لكتاب الله لا يُسمّى به شيء من سائر الكتب، مثل التوراة والإنجيل) (١)، واختاره السيوطي (٢).
وقال قومٌ منهم الإمام الأشعري: هو مشتقٌّ من قرنت الشيء بالشيء، إذا ضممت أحدهما إلى الآخر، وسُمّي به القرآن لاقتران السور والآيات والحروف فيه.
وقال الفرّاء: هو مشتقٌّ من القرائن؛ لأن الآيات منه يصدق بعضها بعضا، ويُشابه بعضها بعضا، وهي قرائن، وعلى القولين هو بلا همز، ونونُه أصليّة.
وقال الزجاج: والصحيح أن ترك الهمز فيه من باب التخفيف، ونقل حركة الهمز إلى الساكن قبلها".
واختلف الذين قالوا إنه مهموز: فقال قومٌ منهم اللحياني: هو مصدر لقرأت، كـ (الرجحان) و(الغفران)؛ سمي به الكتاب المقروء من
_________
(١) مجاز القرآن: (١/ ١). والإتقان: (١/ ١١٢).
(٢) الإتقان (١/ ١١٢).
1 / 16
باب تسمية المفعول بالمصدر.
وقال آخرون منهم الزجّاج: هو وصفٌ على فعلان مُشتق من القَرْء بمعنى الجمع، ومنه: (قرأتُ الماء في الحوض) أي: جمعتُه.
قال أبو عبيدة: " وسُمّي بذلك لأنه جمع السور بعضها إلى بعض".
وقال الراغب: "سُمي قرآنا لكونه جمع ثمرات الكتب السالفة المنزّلة، ولا يُقال لكل جمع قرآن".
وحكى قطرب أنه سمّي قرآنا؛ لأن القارئ يُظهره ويبيّنه من فيه، أخذا من قول العرب: ما قرأت الناقة سَلًاّ قط (١).
وقيل: إنه مشتق من القرائن؛ لأن الآيات يصدق بعضها بعضا، ويُشابه بعضها بعضا.
والقرآن في العرف واصطلاح العلماء: "هو كلام الله المنزّل على نبينا محمد ﷺ المتعبّد بتلاوته، لفظه ومعناه من الله، المكتوب في المصاحف المنقول بالتواتُر" (٢).
وتعريف القرآن على هذا الوجه متفقٌ عليه بين الأصوليين والفقهاء وعلماء العربية (٣).
وبعضهم زاد أشياء لا تعدو أن تكون وصفا للقرآن، فقولهم: (كلام الله) جنس في التعريف يشمل كل كلام، وإضافته إلى الله جل وعز تميّزه عن كلام مَن سواه.
_________
(١) انظر: مجاز القرآن لأبي عبيدة (١/ ١)، ومفردات ألفاظ القرآن للراغب (ص ٦٦٨)، والإتقان للسيوطي (١/ ١١٢ - ١١٣).
(٢) انظر: روضة الناظر وجنة المناظر لابن قدامة (١/ ١٣٩)، التحبير في علم التفسير للسيوطي (ص ٣٩)، ومناهل العرفان (١/ ١٩).
(٣) مباحث في علوم القرآن لصبحي الصالح (ص ٢١).
1 / 17