359

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

Tifaftire

ماهر أديب حبوش وآخرون

Daabacaha

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1440 AH

Goobta Daabacaadda

أسطنبول

Noocyada

Fasiraadda
وقال الزجَّاج: رابني فلانٌ: إذا علصتَ منه الرِّيبةَ، وأمرٌ رابني (^١)؛ أي: أَوهمَني الرِّيبةَ، وأنشد:
أخوكَ الذي إنْ رِبْتَه قال إنَّما... أَرَبْتَ وإنْ عاتَبْتَه لانَ جانِبُهْ (^٢)
جعَل الأولَ للحقيقة والثاني للوهم.
و(لا) كلمةُ تبرئةٍ، وهي إذا دخلت اسمًا واحدًا بُني على الفتحة ولم ينوَّنْ؛ لأنهما يصيران كاسمٍ واحد بمنزلةِ خمسةَ عَشَرَ، فإنَّ قولك: لا رجلَ في الدار، هو جوابُ قولِ السائل (^٣): هل من رجلٍ في الدار؟ و(مِن) مع (رجلٍ) صارا (^٤) شيئًا واحدًا في السؤال، فصار هذان أيضًا شيئًا واحدًا في الجواب.
و(مِن) لتعميم سؤالِ (^٥) النفي؛ فإنه سؤالٌ عن الواحد وما زاد عليه، و(لا رجلَ) نفيُ الواحد وما فوقه (^٦)، ولو قال: هل رجلٌ في الدار؟ فهذا سؤالٌ عن الواحد لا غير (^٧)، وقولُك: ما في الدار رجلٌ، نفيٌ للواحد لا غير، ويجوز أن يكون فيه اثنانِ وأكثرَ، وهذا كشفُ ما ذكَره الزجاج وأجمله (^٨).

(^١) في (أ): "وأرابني" وفي (ف): "ورابني" بدل من "وأمر رابني".
(^٢) انظر: "معاني القرآن" للزجاج (١/ ٦٩)، والبيت للمتلمس أو لبشار بن برد كما في "اللسان" (مادة: راب).
(^٣) في (أ) وهامش (ف): "القائل".
(^٤) في (ف): "صار".
(^٥) في (ف): "السؤال في".
(^٦) في (ف): "وما زاد عليه".
(^٧) في (أ): "واحد لا غير"، والعبارة وقع مكانها بياض في (ف).
(^٨) في (أ) و(ف): "وأجمل". وانظر: "معاني القرآن" للزجاج (١/ ٦٩).

1 / 215