279

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

Baare

ماهر أديب حبوش وآخرون

Daabacaha

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1440 AH

Goobta Daabacaadda

أسطنبول

Noocyada

Fasiraadda
ومن العبودة: الرِّضا بلا خُصومةٍ، والصبرُ بلا شكايةٍ، واليقينُ بلا شبهةٍ، والشهود بلا غَيبةٍ، والإقبال بلا رجعةٍ، والاتصال بلا قطيعةٍ.
وقيل: حقيقةُ العُبودةِ: تركُ الدعوى، واحتمالُ الأذى، وحبُّ المولى.
وقيل: هي أن لا يكونَ عندك للدنيا خطرٌ (^١)، ولا للكونَين في قلبك أثر.
وقيل: هي حفظُ الحدود، والوفاءُ بالعهود، والرضا بالموجود، وتركُ طلَبِ المفقود.
وقال شقيق: هي تركُ الدنيا لأهلها، وطلبُ الآخرة بحقِّها، وأنْ تجعلَ هواك تحت قضاءِ اللَّه تعالى ورضاهُ، والاستعدادُ للموت والقيامة.
وقيل: علامتُها: أن لا يزيدَ في رِفعتك إلا زدتَ في التواضع، ولا يزيدَ في مالكَ إلا زدتَ في السَّخاوة، ولا يزيدَ في عمرك إلا زدتَ في الطاعة.
وقيل: هي رؤيةُ المنَّةِ، وجهدُ الخدمةِ، وخوفُ الخاتمة.
فالأول: للخليل حيث قال: ﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ﴾ الآيات [الشعراء: ٧٨].
والثاني: للحبيب حيث قام حتى تورَّمتْ قدَماهُ.
والثالث: ليوسف الصديق حيث قال: ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ [يوسف: ١٠١].
ثم العبادةُ أمرٌ خلَق اللَّهُ الجنَّ والإنس ليأمرهم بها، فقال (^٢): ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: ٥٦]، وأَمر بها الناسَ على العموم فقال: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ

(^١) في (أ): "حظ".
(^٢) في (أ): "قال"، وكلمة "بها" ليست في (ف).

1 / 134