246

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

Baare

ماهر أديب حبوش وآخرون

Daabacaha

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1440 AH

Goobta Daabacaadda

أسطنبول

Noocyada

Fasiraadda
العلماءُ المصلحون أمورَ الناس بعلمهم، والمُدبِّرون لأمورهم، قال (^١) الشاعر:
كانوا كسالئةٍ حَمْقاءَ إذ حَقَنَتْ... سِلاءها (^٢) في أديمٍ غيرِ مَرْبُوبِ (^٣)
أي: غير مُصلَحٍ.
وقيل: هو مربِّي الخَلْق، ومنه قولُه: ﴿وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ﴾، وقولُه: ﴿أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا﴾ [الشعراء: ١٨].
وقد رَبَّه يَرُبُّهُ، ورَبَّاه يُرَبِّيه، فمنهم مَن يقول: رَبَّاه أصله: رَبَّبَه، جُعلت إحدى الباءات ياءً، كما في قوله: ﴿يَتَمَطَّى﴾ أصله: تمطَّطَ؛ أي: تمدَّد، ومنهم مَن يقول: هو فَعَّله من رَبَا يربو؛ أي: ازداد، فالتربية: إثباتُ الزِّيادة في المُربَّى.
وقال الحسين بن الفضل البَجَليُّ: الرَّبُّ: الثابتُ الدائم، من قولهم: ربَّ بالمكان وأربَّ؛ أي: أقام، وكذلك لَبَّ وأَلَبَّ.
قال ﵇: "أعوذ باللَّه من فقرٍ مُرِبٍّ -ورُوي: مُلِبِّ- وضَرَعٍ إلى غير محبٍّ" (^٤).

(^١) في (ف): "وقال".
(^٢) في هامش (ف): "سلأت السمن؛ أي: عملته سِلاء بالكسر، شبه القوم في عبارتهم بهذه المرأة".
(^٣) البيت للفرزدق، انظر: "ديوانه" (ص: ٢٦)، و"تفسير الطبري" (١/ ١٤٢). سلأ السمن يسلؤه: طبخه وعالجه فأذاب زبده، والسِّلاء بكسر السين: السمن، وحقَن اللبن في الوَطب، والماء في السقاء: حبسه فيه وعبأه. ورَبَّ نحي السمن يَرُبه: دهنه بالرُّب، وأديم مربوب: قد أصلح بالرُّب، وهو دبسُ كل ثمرة، وكانوا يدهنون أديم النحي بالرب حتى يمتنوه ولصلحوه، فتطيب رائحته، ولمنع السمن أن يرشح من غير أن يفسد طعمه أو ريحه، وإذا لم يفعلوا ذلك بالنحي فسد السمن. يقول: فعلوا فعل هذه الحمقاء، ففسد ما جهدوا في تدبيره وعمله. من حاشية الطبري لأحمد شاكر.
(^٤) الجزء الأول من الحديث أورده بلا إسناد ابن قتيبة في "عيون الأخبار" (١/ ٤٥٢)، والخطابي في =

1 / 101