220

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

Baare

ماهر أديب حبوش وآخرون

Daabacaha

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1440 AH

Goobta Daabacaadda

أسطنبول

Noocyada

Fasiraadda
فدلَّ الحديثُ (^١) على أنَّ الفاتحةَ مكيَّة، وأنَّها أوَّلُ ما أُنزل، وأنَّ التسميةَ ليست بآيةٍ منها.
وقال مجاهدٌ وحده: هي مدنيَّةٌ (^٢).
وقالوا: هذه هفوةٌ منه، ولا يُظَنُّ أنَّ النبيَّ ﷺ مَكَثَ بمكَّة ثلاثَ عشرةَ سنةً يُصلِّي فيها بغير فاتحةِ الكتاب، هذا ممَّا لا تَقبله العقول.
وقال جماعةٌ -وفيه تلفيقٌ بين هذين القولَين-: هي مكيَّة مدنيَّة؛ أي: نزلت بمكَّة مرَّةً وبالمدينة مرَّةً؛ تفضيلًا لهذه السُّورة على غيرها، ولهذا سمِّيت مثانيَ؛ لتثنية نزولها.
وأمَّا قولنا: وأقسامُها أربعةٌ (^٣): فهي ذِكْر اللَّهِ تعالى فيها بأسمائه الحسنى، وفيه إظهارُ العبدِ مِن نفسه العبادةَ والاستعانةَ، ومدحُ الموافقين، وذمُّ المخالفين.
وأمَّا قولنا: أسماءُ اللَّه تعالى فيها خمسة: فهي: اللَّهُ والرَّبُّ والرَّحمنُ والرَّحيمُ والمالكُ.
وأمَّا قولنا: الأشياءُ التي يُظهِر العبدُ فيها مِن نفسِه ستَّةٌ: فهي: إخلاصُ العبادة،

= بالقول: ولولا صحة الأخبار على غير هذا النحو كان هذا الخبر أقوى دليل على مكيتها، فافهم.
(^١) "الحديث" من (أ).
(^٢) انظر: "تفسير أبي الليث" (١/ ٣٩). وفي قول المؤلف: "وحده" نظر، فقد نقل ابن عطية في "المحرر الوجيز" (١/ ٦٥) القول بذلك عن الزهري وعطاء بن يسار وسوادة بن زياد وعبد اللَّه بن عبيد بن عمير، لكن المشهور بالقول به مجاهد، قال السيوطي في "الإتقان" (١/ ٤٦): اشتهر عن مجاهد القول بأنها مدنية، أخرجه الفريابي في "تفسيره" وأبو عبيد في "الفضائل" بسند صحيح عنه، قال الحسين بن الفضل: هذه هفوة من مجاهد لأن العلماء على خلاف قوله.
(^٣) في (ف): "على أربعة".

1 / 75