203

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

Baare

ماهر أديب حبوش وآخرون

Daabacaha

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1440 AH

Goobta Daabacaadda

أسطنبول

Noocyada

Fasiraadda
واختلفوا بعد ذلك في المراد بهذا الحديثِ على أربعة أقاويلَ:
فقال بعضهم: معناه: أنَّ أحدَ الاسمَيْن أدلُّ على زيادةِ لطفٍ، لا يُفهَم ذلك مِن الاسمِ الآخَر.
وقالوا: لا يُعرَف (^١) ذلك الاسمُ على التعيين؛ لوجودِ الإبهامِ وعدمِ التبيين.
وقال سعيد بنُ جبير: هو الرَّحمن؛ لأنَّه يعمُّ الكافرَ والمؤمنَ جميعًا، قال اللَّه تعالى: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف: ١٥٦]، وقال: ﴿وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا﴾ [البقرة: ١٢٦].
وقال وكيع بنُ الجراح: هو الرَّحيم؛ لأَنَّه يَشمل المؤمنَ في الدنيا والآخرةِ؛ أمَّا (^٢) في الدنيا فظاهرٌ، وأمَّا في الآخرة فغفرانُ ذنوبهم وإدخالُهم (^٣) الجنَّة، قال اللَّه تعالى: ﴿وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ [الأحزاب: ٤٣]، وقال: ﴿وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا﴾ [الأحزاب: ٤٧].
وقال قائلون: معناه: أنَّ كلَّ واحدٍ منهما أرقُّ مِن الآخَر؛ على معنى: أنَّ في كلِّ واحدٍ مِن الاسمين معنًى يُفهَم منه ما لا يُفهَم ذلك مِن الآخَر، بحيث لا يمكن تفضيلُ أحدِهما على الآخَر، وذلك فيما حكينا مِن الأقاويل.
وقال ثعلب: الرَّحمنُ أمدحُ مِن الرحيم، والرَّحيم أرقُّ مِن الرحمن.
وقال جعفر بنُ محمد الصادق: الرَّحمنُ خاصٌّ في التسمية عام في الفعل، والرَّحيم عامٌّ في التسمية خاصٌّ في الفعل (^٤).

(^١) في (ف): "نعرف".
(^٢) في (ف): "فأما".
(^٣) في (ف) و(أ): "فغفران ذنوبه وإدخاله".
(^٤) أورده البيهقي في "الأسماء والصفات" (٨٥) عن عبد الرحمن بن يحيى.

1 / 56