246

التصريح بمضمون التوضيح

التصريح بمضمون التوضيح

Tifaftire

محمد باسل عيون السود

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1421 AH

Goobta Daabacaadda

بيروت

وفتئ، وانفك"، وإنما اشترطوا فيها ذلك؛ لأنها بمعنى النفي، فإذا دخل عليها النفي إثباتًا، فمعنى: ما زال زيد قائمًا، وهو قائم فيما مضى، والدليل على انقلابه أنه لا يجوز: ما زال زيد إلا قائمًا، كما يجوز: ما كان زيد إلا قائمًا، هذا قول البصريين، وصححه أبو البقاء، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:
١٤٥-
....... وهذي الأربعه ... لشبه نفي أو لنفي متبعه
"مثالها بعد النفي" بالحرف: ﴿وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ﴾ [هود: ١١٨]، فـ "يزال" فعل مضارع، والواو اسمه، و"مختلفين" خبره، " ﴿لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ﴾ " [طه: ٩١]، فـ "نبرح" مضارع برح، واسمه مستتر فيه وجوبًا، و"عاكفين" خبره. ولو اقتصر على المثال الثاني كفاه، ولكنه حاول التنصيص على أن ذلك يسوغ مع ذكر "لا" وحذفها، "ومنه: ﴿تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٨٥] "وقوله" وهو امرؤ القيس الكندي: [من الطويل]
١٥٨-
"فقلت يمين الله أبرح قاعدًا ... ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي
"إذ الأصل: لا تفتؤ، ولا أبرح" ولا ينقاس حذف النافي إلا بثلاثة شروط: كون الفعل مضارعًا، وكونه جواب قسم، وكون النافي "لا"، وهذه الشروط مستفادة من الآية والبيت، و"يمين" يروى بالرفع على أنه مبتدأ حذف خبره، أي: يمين الله قسمي، وبالنصب على أن أصله: أقسم بيمين الله فحذف حرف الجر أولًا، فوصل الفعل بنفسه، ثم حذف الفعل، وبقي النصب بحاله، "ولا أبرح" جواب القسم، وجواب "لو" محذوف لدلالة ما قبله عليه، والتقدير: ولو قطعوا رأسي لا أبرح، ومثالها بعد النفي بالاسم قوله: [من المديد]
١٥٩-
غير منفك أسير هوى ... كل فان ليس يعتبر
ومثالها بالفعل الموضوع للنفي قوله: [من الخفيف]

١٥٨- البيت لامرئ القيس في ديوانه ص٣٢، وخزانة الأدب ٩/ ٢٣٨، ٢٣٩، ١٠/ ٤٣، ٤٤، ٤٥، والخصائص ٢/ ٢٤٨، والدرر ٢/ ١٠٦، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٢٢٠، وشرح الجواليقي ص٣٨٠، وشرح شواهد المغني ١/ ٣٤١، وشرح المفصل ٧/ ١١٠، ٨/ ٣٧، ٩/ ١٠٤، والكتاب ٣/ ٥٠٤، ولسان العرب ١٣/ ٤٦٣، "يمن"، واللمع ص٢٥٩، والمقاصد النحوية ٢/ ١٣، وبلا نسبة في أوضح المسالك ١/ ٢٣٢، وخزانة الأدب ١٠/ ٩٣، ٩٤، وشرح الأشموني ١/ ١١٠، ومغني اللبيب ٢/ ٦٣٧، والمقتضب ٢/ ٣٦٢، وهمع الهوامع ٢/ ٣٨.
١٥٩- البيت بلا نسبة في الدرر ١/ ٢٠٥، وهمع الهوامع ١/ ١١١، والارتشاف ٢/ ٨١.

1 / 235