فَمن أدّى حَقِيقَته فقد ادّعى علم مَا لم يعلم فَكيف بِمن خَالفه أجمع وَأَبُو هُرَيْرَة وَأَبُو سعيد الْخُدْرِيّ يَقُولَانِ قَالَ النَّبِي ﷺ لَا يزنى الزَّانِي حِين يزنى وَهُوَ مُؤمن وَلَا يسرق حِين يسرق وَهُوَ مُؤمن وَلَا يقتل حِين يقتل وَهُوَ مُؤمن وَلَا يشرب الْخمر حِين يشْربهَا وَهُوَ مُؤمن وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة إِنَّمَا الْإِيمَان بزَّة فَمن زنى فَارق الْإِيمَان فَإِن لَام نَفسه رَاجعه الْإِيمَان وَقَالَ ابْن عَبَّاس ﵄ أَيّمَا عبد زنى نزع الله مِنْهُ الْإِيمَان فَإِن شَاءَ رده عَلَيْهِ وَإِن شَاءَ مَنعه مِنْهُ
وَمِنْهُم صنف زَعَمُوا أَنهم مُؤمنُونَ حَقًا كحقيقة أهل الْجنَّة الَّذين وصف الله تحقيقهم ﴿أُولَئِكَ هم الْمُؤْمِنُونَ حَقًا﴾ وَمن زعم أَنه فِي الْجنَّة فَهُوَ فِي النَّار وَمن زعم أَنه عَالم فَهُوَ جَاهِل وَمن زعم أَنه صَادِق يَعْنِي فِي إيمَانه فَهُوَ كَاذِب
وَمِنْهُم صنف زَعَمُوا أَن إِيمَانهم قَائِم أبدا لَا يزِيد وَإِن عمل الْحَسَنَات الْعِظَام وورع فِي الدّين وَترك الْحَرَام وَحج الْبَيْت دَائِما وَصلى أبدا أَو صَامَ وَلَا ينقص وَإِن عمل السَّيِّئَات والكبائر وَالْفَوَاحِش وَركب الْحَرَام جاهرا أَو ترك الصَّلَاة وَلم يصم وَلم يحجّ أبدا