Tabsir Fi Din
التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين
Tifaftire
كمال يوسف الحوت
Daabacaha
عالم الكتب
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
1403 AH
Goobta Daabacaadda
لبنان
Noocyada
Caqiidada iyo Mad-habada
بعث الْمِيثَاق حِين قَالَ الله تَعَالَى ﴿وَإِذ أَخذ رَبك من بني آدم من ظُهُورهمْ ذُرِّيتهمْ وأشهدهم على أنفسهم أَلَسْت بربكم قَالُوا بلَى﴾ وَيَقُولُونَ إِن ذَلِك القَوْل قَول بَاقٍ أبدا لَا يَزُول حِكْمَة إِلَّا أَن يرْتَد عَنهُ فَحِينَئِذٍ يَزُول حكمه وَقَالُوا إِن الزنديق أَو الْمُنَافِق إِذا قَالَ بِلِسَانِهِ لَا إِلَه إِلَّا الله وَفِي قلبه النِّفَاق والزندقة فَهُوَ مُؤمن حَقًا وإيمانه كَإِيمَانِ الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ وَقَالُوا إِن الْمُنَافِقين الَّذين كَانُوا فِي عهد رَسُول الله ﷺ كَانَ إِيمَانهم كَإِيمَانِ جِبْرِيل ومكائيل وَجَمِيع الْأَنْبِيَاء والأولياء
وَمن خرافاتهم فِي بَاب الْفِقْه قَوْلهم إِن الصَّلَاة جَائِزَة فِي أَرض نَجِسَة وَفِي مَكَان نجس وَفِي ثِيَاب نَجِسَة وَإِنَّهَا جَائِزَة وَإِن كَانَ بدنه نجسا وَزَعَمُوا أَن الطَّهَارَة من النَّجَاسَة لَيست بواجبة وَلَكِن الطَّهَارَة من الْحَدث وَاجِبَة وَزَعَمُوا أَن غسل الْمَيِّت لَيْسَ بِوَاجِب إِن الصَّلَاة عَلَيْهِ لَيست بواجبة وَلَكِن تكفينه وَدَفنه وَاجِب وَزَعَمُوا أَن الصَّلَاة الْمَفْرُوضَة وَالْحج الْمَفْرُوض لَا يحتاجان إِلَى النِّيَّة وَيَكْفِي فيهمَا النِّيَّة السَّابِقَة فِي الذَّر الأول وَكَذَلِكَ فِي جَمِيع الْفَرَائِض وَلَكِن النَّوَافِل تجب فِيهَا النِّيَّة لأَنهم لم يقبلوها فِي الذَّر الأول وليتهم علمُوا أَنهم من أَيْن يَقُولُونَ هَذَا وَمن أَيْن علمُوا أَنه قد عرضت عَلَيْهِم الْفَرَائِض بتفاصيلها وقبولها فَإِن كَانُوا يبنون هَذَا على مَا فِي الْقُرْآن وَلَيْسَ فِي الْقُرْآن أَكثر من عرض كلمة الْإِيمَان عَلَيْهِم
وَمن حماقاتهم مَعَ مَا حكيناه من جهالاتهم فِي الْفُرُوع وَالْأُصُول إِن زعيما من زعمائهم كَانَ يُرِيد تَفْصِيل الْكَلَام على الْفِقْه وَكَانَ يَقُول إِن علم الشَّافِعِي وَأبي حنيفَة جملَته لَا تخرج من سَرَاوِيل إمرأة وَمن تكلم على سَبِيل التحقير على علم الشَّرِيعَة وَقصد الإزراء بأئمة الدّين وَتكلم فيهم وَفِي علم الشَّرِيعَة بِمثل هَذَا الْكَلَام كَانَ بَعيدا من أَن يكون لَهُ حَظّ من الدّيانَة وَكَانَ من متأخريهم رجل يُقَال لَهُ إِبْرَاهِيم بن مهَاجر وَكَانَ يَقُول إِن الإسم عرض فِي الْمُسَمّى قَائِم بِهِ وَكَانَ مَعَ ذَلِك يَقُول إِن الله تَعَالَى جسم وَكَانَ يَقُول إِن قَول الْقَائِل الله الرَّحْمَن الرَّحِيم الْخَالِق الرازق كلهَا اعراض فِي الْمُسَمّى وَكَانَ يجْرِي ذَلِك فِي أَسمَاء النَّاس وَكَانَ
1 / 116