104

Tabsir Fi Din

التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين

Tifaftire

كمال يوسف الحوت

Daabacaha

عالم الكتب

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1403 AH

Goobta Daabacaadda

لبنان

والخطابية يرَوْنَ شَهَادَة الزُّور لموافقيهم على مخالفيهم وَخرج أَبُو الْخطاب على وَالِي الْكُوفَة فِي أَيَّام الْمَنْصُور فَبعث عسكرا إِلَيْهِ فاسروه وَأمر بصلبه فِي كناسَة الْكُوفَة وَأَتْبَاعه كَانُوا يَقُولُونَ يَنْبَغِي أَن يكون فِي كل وَقت إِمَام نَاطِق وَآخر سَاكِت وَالْأَئِمَّة يكونُونَ آلِهَة ويعرفون الْغَيْب
وَيَقُولُونَ إِن عليا كَانَ فِي وَقت النَّبِي صامتا وَكَانَ النَّبِي ﷺ ناطقا ثمَّ صَار عَليّ بعده ناطقا وَهَكَذَا يَقُولُونَ فِي الْأَئِمَّة إِلَى أَن انْتهى الْأَمر إِلَى جَعْفَر وَكَانَ أَبُو الْخطاب فِي وقته إِمَامًا صامتا وَصَارَ بعده ناطقا وَأَتْبَاع أبي الْخطاب افْتَرَقُوا بعد صلبه خمس فرق
١ - مِنْهُم المعمرية كَانُوا يَقُولُونَ إِن الإِمَام بعد أبي الْخطاب رجل اسْمه معمر وَكَانُوا يعبدونه كَمَا يعْبدُونَ أَبَا الْخطاب وَكَانُوا يَقُولُونَ إِن الدُّنْيَا لَا تفنى وَكَانُوا يُنكرُونَ الْقِيَامَة وَيَقُولُونَ بتناسخ الْأَرْوَاح
وَمِنْهُم الربيعية أَتبَاع أبي ربيع وَكَانَ يَقُول إِن جعفرا كَانَ إِلَهًا وَلم يكن جَعْفَر ذَلِك الَّذِي يرَاهُ النَّاس بل كَانَ مَا يرَاهُ النَّاس فِي صُورَة مِثَاله وَكَانُوا يَقُولُونَ إِنَّه لَا مُؤمن إِلَّا وَالله تَعَالَى يوحي إِلَيْهِ وعَلى هَذَا الْمَعْنى كَانُوا يتأولون قَوْله تَعَالَى ﴿وَمَا كَانَ لنَفس أَن تَمُوت إِلَّا بِإِذن الله كتابا مُؤَجّلا﴾ وَكَانَ يَقُول مَعْنَاهُ بِوَحْي الله وَكَانَ يَقُول إِذا جَازَ أَن يوحي إِلَى النَّحْل كَمَا ورد فِي قَوْله تَعَالَى ﴿وَأوحى رَبك إِلَى النَّحْل أَن اتخذي من الْجبَال بُيُوتًا وَمن الشّجر وَمِمَّا يعرشون﴾ لم لَا يجوز أَن يُوحى إِلَيْنَا وَكَانَ يَقُول قد يكون فِيمَا بَينهم من هُوَ أفضل من جِبْرِيل ومكائيل وَمُحَمّد ﵈ وَإِن الْوَاحِد مِنْهُم إِذا انْتهى إِلَى النِّهَايَة رفع إِلَى الملكوت وهم يرَوْنَ الَّذين رفعوا إِلَى الملكوت غدْوَة وعشيا

1 / 127