Sirat Mustaqim
الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم
Noocyada
ونفرق بينه وبين من شوهدت معاصيه وكفره قبل تحكيمه وخطئه ومخالفته بعد توليته حتى قال الأول إن لي شيطانا يعتريني فإذا رأيتموني مغضبا فاجتنبوني لا أؤثر في أشعاركم وأبشاركم وتمنى الثاني عند موته أن لم يكن شيئا وأن يكون نسيا منسيا وإحداث الثالث لا تحصى كثرة وسنورد طرفا منها في المطاعن جهرة بخلاف من فرض فيه ذلك ولم يعلم منه البتة ولما نصبه الله ورسوله استدللنا بالمعلول على العلة.
إن قالوا لم يكن أحد بعد النبي معصوما إلا عصمة الإيمان قلنا هذه لا يعلم بالباطن حصولها وحسن الظاهر لا يدل عليها لوقوع النفاق في كثير من الأمة في حياة نبيها وحينئذ لا وثوق ولا أمان بحصول الثلاثة باطنا على الإيمان لجواز إظهاره وإبطان الكفران ولم قطعتم بالإطلاق على كذب من وصفهم بالنفاق. إن قالوا فمدائح النبي فيهم ترفع هذا التجويز لرواية سعيد بن عمرو بن نفيل أن النبي(ص)عد العشرة المشهورة من أهل الجنة قلنا إن سلم ذلك عن الفساد فهو من أخبار الآحاد والراوي له أحد العشرة فيرد الحكم بقوله لشهادته لنفسه.
إن قالوا لم ينكره أحد من الأمة فصار إجماعا قلنا فالأمة قد اجتمعت على استحلال دم أحد العشرة وهو عثمان وكيف تستحل دم من تعتقد أنه من أهل الجنان وإن لم تجتمع عليه فقد استحله جماعة كثيرة منها فكيف يدعى في صلاحه إجماعها والشيخان قد أكذبا ما روى سعيد فيهما بجزعهما عند موتهما حتى قال الأول لابنته عائشة هلك أبوك هذا رسول الله معرض عني فقال عمر لا تخبروا بذلك فإنكم أهل بيت يعرف فيكم عند الموت الهذيان وقال عمر عند احتضاره ليت أمي لم تلدني وسيأتي في المطاعن بإسناده إلى صحاحهم.
وعثمان لم يحتج بخبر سعيد وقت حصره وقد ذكر غيره من فضائله ليدفع بها من قتله وضره ولو كان صحيحا عنده كان ذكره أوكد من غيره وهذا علي وطلحة والزبير من العشرة قد استحل كل منهم دم الآخر ولم يسلموا السعيد
Bogga 143