76

Al-Sira Al-Halabiyya - Insan Al-Uyoun fi Sira Al-Amin Al-Ma'moon

السيرة الحلبية إنسان العيون في سيرة الأمين المامون

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

1427 AH

Goobta Daabacaadda

بيروت

بدل سلام الله عليكم، فرخص لها رسول الله ﷺ أن تقول: سلام عليكم أو السلام عليكم، هذا كلامه فليتأمل، فإن هذا يقتضي أن الصيغة الأصلية في السلام سلام الله عليكم، مع أن الصيغة في السلام إما السلام عليكم أو سلام عليكم، وكذا عليكم السلام، ولم تذكر أئمتنا تلك الصيغة.
وعن عائشة رضي الله تعالى عنها: «شرب رسول الله ﷺ يوما وأم أيمن عنده، فقالت: يا رسول الله اسقني، فقلت لها ألرسول الله ﷺ تقولين هذا؟ فقالت: ما خدمته أكثر، فقال النبي ﷺ صدقت، فسقاها» .
وذكر بعض المؤرخين أن بركة هذه من سبي الحبشة أصحاب الفيل وكانت سوداء: أي لونها أسود، ولهذا خرج ابنها أسامة في السواد: أي وكان أبوه زيد أبيض، ومن ثم كان المنافقون يطعنون في نسب أسامة، ويقولون: هذا ليس هو ابن زيد، وكان رسول الله ﷺ يتشوش من ذلك.
وقد روى الشيخان عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: «دخل عليّ النبي ﷺ مسرورا، فقال: ألم تري أن مجززا المدلجي قد دخل علي فرأى أسامة وزيدا عليهما قطيفة قد غطيا رؤوسهما وقد بدت أقدامهما، فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض» وقد جعل أئمتنا ذلك أصلا لوجوب الأخذ بقول القائف في إلحاق النسب.
قال الأبي ﵀: والمعروف أن الحبشية إنما هي بركة أخرى جارية أم حبيبة، قدمت معها من الحبشة، وكانت تكنى أم يوسف، كانت تخدم النبي ﷺ أي وهي التي شربت بوله ﷺ كما سيأتي.
قيل وورث ﷺ من أبيه مولاه شقران، وكان عبدا حبشيا فأعتقه بعد بدر. وقيل اشتراه من عبد الرحمن بن عوف وأعتقه. وقيل بل وهبه عبد الرحمن بن عوف له ﷺ.
باب ذكر مولده ﷺ وشرف وكرم
عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: ولد رسول الله ﷺ مسرورا أي مقطوع السرة. وجاء «أن إبراهيم ﵊ حين ولد نزل جبريل ﵇ وقطع سرته، وأذن في أذنه، وكساه ثوبا أبيض» وولد نبينا ﷺ مختونا أي على صورة المختون: أي مكحولا ونظيفا ما به قذر.
أقول: أي لم يصاحبه قذر وبلل، فلا ينافي جواز وجود البلل والقذر بعده: أي في زمن إمكان النفاس، فلا يستدل بذلك على أن أمه ﷺ لم تر نفاسا، فإن النفاس عندنا معاشر الشافعية هو البلل الحاصل بعد الولادة في زمن إمكانه، وهو قبل مضي

1 / 78