99

Al-Sheikh Abdul Rahman bin Saadi and His Efforts in Clarifying the Doctrine

الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في تو ضيح العقيدة

Daabacaha

مكتبة الرشد،الرياض

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

ـ فيثبتون لله جميع ما أثبته لنفسه وما أثبته له رسوله ﷺ من صفات الكمال ونعوت الجلال. ـ وينفون عنه جميع ما نفاه عن نفسه، وما نفاه عنه رسوله ﷺ من النقائص والعيوب. ـ من غير تحريف١ ولا تعطيل٢،ومن غير تكييف٣ ولا تمثيل٤. وهذا هو المنهج الحق الذي لا مرية فيه، وقد سلك ابن سعدي هذا المنهج الحق في بيان توحيد الأسماء والصفات وسار عليه، وأطال ﵀ في مؤلفاته في تقرير هذا المنهج والرد على من خالفه من سائر طوائف الضلال، ولا سيما في كتابيه: الحق الواضح المبين، وتوضيح الكافية الشافية. ومما قاله في تقرير هذا المسلك أنه عرف توحيد الأسماء والصفات بأنه "اعتقاد انفراد الرب ﷻ بالكمال المطلق من جميع الوجوه بنعوت العظمة والجلال والجمال التي لا يشاركه فيها مشارك..... وذلك بإثبات ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله ﷺ من جميع الأسماء والصفات، ومعانيها وأحكامها، الواردة في الكتاب والسنة على الوجه اللائق بعظمته وجلاله من غير نفي لشيء منها ولا تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل، ونفي ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه رسوله ﷺ من النقائص والعيوب وعن كل ما ينافي كماله"٥. لذلك كان في تفسيره للقرآن إذا مر بآيات تدل على ذلك، أشار إليها وبين وجه دلالتها على صحة هذا المنهج في أسماء الله وصفاته. فمن ذلك ما قاله عند قوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ ٦. قال: "وهذه الآية دليل لمذهب أهل السنة والجماعة من إثبات الصفات ونفي مماثلة المخلوقات، وفيها رد على المشبهة في قوله ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ وعلى المعطلة في قوله: ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ ٧.

١ التحريف: هو تغيير ألفاظ الأسماء والصفات أو تغيير معانيها. كقولهم "استوى" بمعنى استول، وقولهم "الرحمة" إرادة الإنعام. ٢ التعطيل: هو نفي الصفات وهو مأخوذ من قولهم جيد معطل أي خالي. ٣ التكييف: معناه بيان الهيئة والكيفية التي تكون عليها الصفات مثل أن يقال كيف يده وكيف وجهه ... الخ. ٤ التمثيل: هو التشبيه بأن يقال وجه الله كوجه المخلوق وما أشبه ذلك تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا. ٥ القول السديد ص ١٥. ٦ سورة الشورى/ الآية ١١. ٧ التفسير ٦/٥٩٨.

1 / 103