Al-Sahih Al-Musbur Min Al-Tafsir Bil-Ma’thur

Hikmat Bashir Yassin d. Unknown
72

Al-Sahih Al-Musbur Min Al-Tafsir Bil-Ma’thur

الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور

Daabacaha

دار المآثر للنشر والتوزيع والطباعة

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

Goobta Daabacaadda

المدينة النبوية

Noocyada

قوله تعالى (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) أخرج الشيخان بإسنادهما عن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ قال: "لما خلق الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش أن رحمتي تغلب غضبي". وفي رواية لمسلم: "إن رحمتي سبقت غضبي" (١) . واللفظان لمسلم. وأخرج مسلم أيضًا بإسناده عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: "أن لله مائة رحمة، أنزل منها واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحوش على ولدها، وأخَّرَ الله تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة" (٢) . وأخرجه البخاري بنحوه وزيادة قوله: "حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه" (٣) . وأخرج مسلم بسنده عن أبي هريرة، أن رسول الله ﷺ قال: "لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة، ما قنط من جنته أحد" (٤) وأخرجه البخاري بنحوه وأطول (٥) . والرحمن مشتق من الرحمة، وهو قول الجمهور (٦) . والدليل ما أخرجه أحمد قال: ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ أن أباه حدثه أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف وهو مريض فقال له عبد الرحمن: وصلتك رحمٌ إن النبي ﷺ قال: قال الله ﷿: أنا الرحمن خلقت الرحم

(١) صحيح البخاري رقم ٧٤٠٤ - التوحيد، باب قوله تعالى (ويحذركم الله نفسه)، وصحيح مسلم - التوبة - باب في سعة رحمة الله تعالى رقم ٢٧٥١ وما بعده. (٢) المصدر السابق رقم ١٩. (٣) الصحيح - الأدب، باب جعل الله الرحمة في مائة جزء رقم ٦٠٠٠ البسملة. (٤) الصحيح - التوبة، باب في سعة رحمة الله تعالى رقم ٢٧٥٥. (٥) الصحيح - الرقاق، باب الرجاء مع الخوف رقم ٦٤٦٩. (٦) انظر تفسير القرطبي ١/١٠٤، وتفسير ابن كثير ١/٤٢.

1 / 74