Al-Sahih Al-Musbur Min Al-Tafsir Bil-Ma’thur

Hikmat Bashir Yassin d. Unknown
65

Al-Sahih Al-Musbur Min Al-Tafsir Bil-Ma’thur

الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور

Daabacaha

دار المآثر للنشر والتوزيع والطباعة

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

Goobta Daabacaadda

المدينة النبوية

Noocyada

الاستعاذة فضائلها وحكمها من فضائل الاستعاذة أنها تدفع الوسوسة كما في قوله تعالى: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (١) فأمر الله تعالى أن يدفع الوسوسة بالالتجاء إليه والاستعاذة به. ومن فضائلها أنها تُذهب الغضب، روى الشيخان في صحيحيهما عن سليمان بن صُرَد ﵁ قال: "استب رجلان عند النبي ﷺ، فغضب أحدهما فاشتد غضبه حتى انتفخ وجهه وتغير، فقال النبي ﷺ: إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد، فانطلق إليه الرجل فأخبره بقول النبي ﷺ وقال: تعوذ بالله من الشيطان. فقال أترى بي بأس، أمجنون أنا؟ اذهب" (٢) . واللفظ للبخاري. وقد أمر الله تعالى بالاستعاذة عند أول كل قراءة للقرآن الكريم فقال تعالى (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) (٣) . وهذا الأمر على الندب ولا يأثم تاركها وهو قول جمهور أهل العلم (٤) . والمراد من الشيطان: شياطين الإنس والجن. قال تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا) (٥) .

(١) الأعراف آية ٢٠٠، وفصلت آية ٣٦. (٢) انظر (فتح الباري رقم ٦٠٤٨ - الأدب، باب ما ينهى عن السباب واللعن) (وصحيح مسلم رقم ٢٦١٠ - البر والصلة والآداب، باب فضل من يملك نفسه عند الغضب) . (٣) النحل آية ٩٨. (٤) انظر تفسير القرطبي ١/٨٦ وتفسير ابن كثير ١/٣٢. (٥) الأنعام آية ١١٢.

1 / 67