Al-Sahih al-Mathur fi Alam al-Barzakh wal-Qubur
الصحيح المأثور في عالم البرزخ والقبور
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
Noocyada
بِالمَاءِ" (١). وصِفَةُ التَّبْرِيدِ المُطْلَقِ فِي الحديث وكيفيّته وَرَدَ في فعل أسماء ﵂، فعَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ المُنْذِرِ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ ﵄: "كَانَتْ إِذَا أُتِيَتْ بِالمَرْأَةِ قَدْ حُمَّتْ تَدْعُو لَهَا، أَخَذَتِ المَاءَ، فَصَبَّتْهُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ جَيْبِهَا (٢) " (٣).
ما في شدّة المرض من الفضل
من النَّاس من يشتدُّ عليه المرضُ عند موته، وهذه الشِّدَّة ليست من المنذرات بسوء الْعَاقِبَة، بل من المبشِّرات برفع الدَّرجات العالية، ولذلك تقول عَائِشَةُ ﵂: "مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ عَلَيْهِ الوَجَعُ مِنْ رَسُولِ الله ﷺ " (٤).
وعنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ﵁، قَالَ: "دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ الله ﷺ وَهُوَ يُوعَكُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا؟ قَالَ: أَجَلْ، إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلانِ مِنْكُمْ، قُلْتُ: ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ؟ قَالَ: أَجَلْ، ذَلِكَ كَذَلِكَ، مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى، شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا، إِلَّا كَفَّرَ الله بِهَا سَيِّئَاتِهِ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا" (٥).
يُكْتَبُ لِلْمَرِيضِ مَا كَانَ يعمل وهو صحيح
من فضل الله تعالى أنَّه يجري عمل المريض عليه إذا حَبَسَهُ المَرَضُ مثل ما
_________
(١) البخاري "صحيح البخاري" (ج ٤/ص ١٢١/رقم ٣٢٦٤) كِتَابُ بَدْءِ الخَلْقِ.
(٢) الجيب: ما يدخل منه الرّأس عند لبسه.
(٣) البخاريّ "صحيح البخاري" (ج ٧/ص ١٢٩/رقم ٥٧٢٤) كِتَابُ الطِّبِّ.
(٤) البخاريّ "صحيح البخاري" (ج ٧/ص ١١٥/رقم ٥٦٤٦) كِتَابُ المَرْضَى.
(٥) المرجع السّابق.
1 / 57