Al-Sahih al-Mathur fi Alam al-Barzakh wal-Qubur
الصحيح المأثور في عالم البرزخ والقبور
Daabacaad
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
Noocyada
التزاحم عَلَى النّعْشِ
لا يجوز التَّزَاحُمُ عَلَى النَّعْشِ، عن عَطَاء، قَالَ: حَضَرْنَا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ جَنَازَةَ مَيْمُونَةَ ﵂ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ بِسَرِفَ (مكان قرب مكّة)، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: "هَذِهِ زَوْجُ النَّبِيِّ ﷺ، فَإِذَا رَفَعْتُمْ نَعْشَهَا، فَلَا تُزَعْزِعُوا، وَلَا تُزَلْزِلُوا، وَارْفُقُوا" (١). وعَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: "شَهِدْت جِنَازَةً فِيهَا أَبُو السِّوَارِ (حُرَيْثُ بْنُ حَسَّانَ) فَازْدَحَمُوا عَلَى السَّرِيرِ، فَقَالَ أَبُو السِّوَارِ: أَتَرَوْنَ هَؤُلَاءِ أَفْضَلَ أَوْ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ ﷺ؟ كَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ إذَا رَأَى مَحْمَلًا حَمَلَ، وَإِلَّا اعْتَزَلَ وَلَمْ يُؤْذِ أَحَدًا" (٢).
كراهية رفع الصّوت في الجنازة
إذا تبع المسلم جنازة عليه بالصَّمت والسّكون والوقار في حال السَّير معها؛ فذلك أدعى لأن يعتبر ويتَّعظ ويتفكَّر في حاله ومآله، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ، قَالَ: "كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ الله ﷺ يَكْرَهُونَ رَفْعَ الصَّوْتِ عِنْدَ الْجَنَائِزِ، وَعِنْدَ الْقِتَالِ، وَعِنْدَ الذِّكْرِ" (٣). فلا ترفع عند الجنازة الصَّوت؛ تعظيمًا لهول الموت، وفي الموت ما يشغل الإنسان عن الكلام والأنام، ويزهِّد في الدُّنيا ويرغِّب في الآخرة.
وعَن الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ﵁، قَالَ: "خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله ﷺ فِي جِنَازَةٍ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ، فَجَلَسَ وَجَلَسْنَا كَأَنَّ عَلَى رُؤوسِنَا الطَّيْرَ" (٤)، كِنَايَة عَن السُّكُونِ،
فلا تغترّ بكثرة الَّذِينَ يسيرون خلف الجنائز يُهَلِّلُونَ.
(١) ابن حزم "المحلّى" (ج ٣/ص ٤٠٩) كِتَابُ الْجَنَائِزِ.
(٢) مسلم "صحيح مسلم" (ج ٢/ص ١٠٨٦) كِتَابُ الرِّضَاعِ.
(٣) البيهقي "السّنن الكبرى" (ج ٤/ص ١٢٤/رقم ٧١٨٢) رجاله ثقات.
(٤) ابن ماجة "سنن ابن ماجة" (ج ٢/ص ٤٩٨/رقم ١٥٤٩) حديث صحيح، إسناد قويّ.
1 / 208