111

Al-Sabr in Hadith Studies

السبر عند المحدثين

Daabacaha

مكتبة دار البيان

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

Goobta Daabacaadda

دمشق

Noocyada

ولقدْ سنَّ الصَّحابَةُ ﵃ الرِّحْلَةَ في طلَبِ الحَدِيثِ (^١)، فكانَ لهَا الأثرُ العميقُ في معرفَةِ الطُّرقِ المتعدِّدةِ للحديثِ الواحدِ، بالإضافةِ إلى فوائدَ يُعَدُّ أغلبُهَا منْ فوائِدِ السَّبر، قالَ شيخُنَا محمَّدُ عجاجٍ: «كَذَلِكَ كَانَ لِلرَّحَلَاتِ فَائِدَةٌ عَظِيمَةٌ فِي مَعْرِفَةِ طُرُقِ كَثِيرَةٍ لِلْحَدِيثِ الوَاحِدِ، فَقَدْ يَسْمَعُ الرَّاوِي مِنْ عُلَمَاءِ المِصْرِ الذِي رَحَلَ إِلَيهِ زِيَادَاتٍ لَمْ يَسْمَعْهَا مِنْ عُلَمَاءِ مِصْرِهِ، وَكَثِيرًَا مَا يَجِدُ عِنْدَهُمْ مَا لَمْ يَجِدْهُ عِنْدَ شُيُوخِهِ وَقَدْ تَقَعُ مُنَاظَرَاتٌ بَينَ عُلَمَاءِ الأَمْصَارِ، تُعَارَضُ فِيهَا طُرُقُ الحَدِيثِ الوَاحِدِ، فَيُحَصَّلُ فِيهَا القَوِيُّ وَيُعْرَفُ الضَعِيفُ» (^٢). ونَهَجَ نَهْجَ الصَّحابةِ في ذلكَ جمعٌ منْ كبارِ التَّابعينَ، قالَ ابنُ حبَّانَ «ت ٣٥٤ هـ»: «ثمَّ أَخَذَ مَسْلَكَ [أبي بَكْرٍ وَ] عُمَرَ وَعَلِيٍّ، وَاسْتَنَّ بُسُنَّتِهِمْ وَاهْتَدَى بِهَدْيِهِمْ فِيمَا اسْتَنُّوا مِنَ التَّيَقُّظِ فِي الرِّوَايَاتِ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ مِنْ سَادَاتِ التَّابِعِينَ، مِنْهُمْ: سَعِيدُ بنُ المُسَيِّبِ، وَالقَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ بنِ أَبِي بَكْرٍ، وَسَالِمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَعَلِيُّ بنُ الحُسَينِ بنِ

(^١) من الصحابة الذين رحلوا في طلب الحديث: أبو أيوب الأنصاري ﵁، رحلَ من المدينة إلى مصر، ليسأل عقبة بن عامر ﵁ عن حديث سمعه من النبي ﷺ، فلما قدم قال له: «حدِّثْنا ما سمعته من رسول الله ﷺ في ستر المسلم، لم يبق أحد سمعه غيري وغيرك». فلما حدَّثه، ركب أبو أيوب راحلته عائدًا إلى المدينة، وما حلَّ رحله. مسند الحميدي ١/ ١٨٩/ ٣٨٤. وجابر بن عبد الله الأنصاري ﵁: بلغه حديثٌ عن صحابيٍّ بالشَّام سمعه من رسول الله ﷺ، فاستعظم أن يفوته شيء من حديث رسول الله ﷺ، فاشترى بعيرًا وشدَّ عليه رحله، وسافر مسيرة شهر حتى قدم الشام، فإذا هو عبد الله بن أنيس ﵁ فقال له: «حديثٌ بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله ﷺ في القصاص، فخشيت أن تموت أو أموت قبل أن أسمعه فقال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «يُحشر الناس يوم القيامة - أو قال العباد - عراةً غرلًا بُهْما». مسند أحمد - ر ١٦٠٨٥. وانظر للتعريف بالرحلة وفوائدها كتاب «الرحلة في طلب الحديث» للخطيب البغدادي. (^٢) السنة قبل التدوين ص ١٢٢.

1 / 115