187

الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية

الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية

عناية شديدة بالدعوة إلى (مذهب أهل البيت) (عليهم السلام)، وتشييد أركانه وقد لقيت مدرسة (قم والري) الفقهية الشيعية - التي ذكرناها فيما سبق - عناية كبيرة من قبل (البويهيين) خاصة حتى أن بعض كبار المؤلفين كانوا يصدرون بعض مؤلفاتهم باسم هؤلاء.

وبقي التشيع كذلك في (ايران) في القمة في أدوار التاريخ والظروف المختلفة حتى أيام (الدولة الصفوية) الملوك الذين بدورهم ينتسبون إلى (آل الرسول) (صلى الله عليه وآله)، فجند هؤلاء كل ماكان في قدرتهم، للذب عن حياض هذا المبدأ، والسعي في انتشاره في سائر الاقطار الاسلامية القريبة منهم والبعيدة.

وكان (الصفويين) مساعي كبيرة في (العراق) و(بلاد ماوراء النهر) وبقيت لهم آثار جليلة تدل على شدة اهتمامهم بالعمران من جهة، وبالغ سعيهم للدعوة إلى (مذهب الشيعة) من جهة أخرى. والسمعة الحسنة التي أحرزها هؤلاء الملوك في (العالم الاسلامي) عامة، وفي (العراق) خاصة أقضت مضجع (الخلافة العثمانية) في (القسطنطينية)، وأصبحت تتوجس منها خيفة، وتحسب لكل حزكة يقوم بها هؤلاء الملوك ألف حساب.

ففي الاقطار التي كانت تحت لواء العثمانيين ترى العيون منبثة للكشف عن كل قضية ربما تنتهي إلى قلب الحكم العثماني، وتقويض عرش الخلافة المزيفة التي كانوا يحكمون على رقاب الناس باسمها.

وطبيعي ان (الشيعة) كانوا مراقبين أكثر من كل إنسان ، لما عرف التشيع بالحركات ولصمود في وجه الطغاة، وعدم الرضوخ للاوامر المخالفة لمبادئ الاسلام.

Bogga 204