الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية
الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية
Noocyada
(الشهيد) ويفحمه بمحضر من الناس، فأراد أن يهينه، وكان الشهيد ذا جثة نحيفة بعكس (ابن جماعة) الذي يملك جثة ضخمة.
فقال للشهيد: إني اجد حسا من وراء الدواة ولا افهم ما يكون معناه؟ تعريضا بنحافة جسمه، وتحقيرا لرأيه.
فأجابه الشهيد على الفور: " نعم ابن الواحد لا يكون أعظم من هذه "(1).
فخجل (ابن جماعة) وسكت عن الكلام، وازداد غيظا على غيظ وحقدا على حقد.
هذا بالاضافة إلى دسائس اتباع (اليالوش) فلم يقدر للشهيد أن يجتث هذه الفرقة من الجذور كما ذكرنا فيما تقدم من هذا الحديث، فبقي من الفرقة فروع تزعمها (تقي الدين الجبلي) فالتف حوله ما بقي من اتباع (اليالوش). وكان (الشهيد) يحاول الكرة على ما تبقى من أتباع (اليالوش) حينما تتاح له الفرصة، ليجتث جذور هذه الطائفة الجديدة من الاعماق فكان (الجبلي) يحاول أن يقضي على (الشهيد) بشكل من الاشكال قبل أن يستطيع أن يقوم بشيء تجاه هذه الفرقة، فوشى به إلى (بيدمر).
هذه كانت أهم العوامل في التفكير في القضاء على شيخنا (الشهيد) ولم يكن طبعا القضاء على (الشهيد) وهو الشخصية الاسلامية والعلمية الفذة في وقته - بالامر اليسير، فكان لابد من التدريج ولابد من تزييف تهم عليه. فكانت الخطوة الاولى في العمل هي محاولة حبسه، واخفائه عن الناس حتى تقل اتصالاته بالناس، ويتيح لهم ذلك التدرج إلى قتله، والقضاء عليه، فسجن سنة كاملة بقلعة دمشق.
Bogga 156