الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية
الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية
Noocyada
ثم خطب إلى قضاء الديار المصرية بعد عزل (ناصر الدين بن أبي البقاء). وبلغه أن بعض فقهاء البلد يعيبه بأنه قليل العلم، ولا سيما بالنسبة إلى الذين عزل به، فاحضر بعض من قال ذلك، ونكل به، ثم أوقع بآخر ثم بآخر، فهابه الناس.
ثم إن القاضي (محب الدين) ناظر الجيش عارضه في حكاية فعزل نفسه. ثم سأل العود إلى القضاء فأعيد في صفر سنة أربع وثمانين، ثم عاد إلى القدس، ثم خطب إلى قضاء دمشق والخطابة بعد موت (القاضي ولي الدين) في ذي القعدة سنة 885 من ولايته، وقام في امور كبار فتحت له ففي سنة تسع وثمانين وقع بينه وبين (الشيخ زين الدين القرشي) وأخذ منه الناصرية وأهانه هو والشيخ (شهاب الدين الحسباني) ومنهما من الافتاء ونودي عليهما، ثم هربا منه إلى مصر فردا من الطريق ورفعا إلى القلعة(1).
ويلقي هذه النص التاريخي ظلا على شخصية (ابن جماعة) فيبدو مما تقدم أنه كان من متفقهة بلاط الجراكسة في (مصر وسوريا وفلسطين) وممن تروقه ضخامة العناوين، والتقلب في المناصب الحكومية، وان كان على حساب الآخرين واهانتهم وتعذيبهم. فهو يتحول من خطابة إلى تدريس، إلى امامة، إلى قضاء، إلى تولية إلى مشيخة، ويضم في وقت واحد المشيخة إلى القضاء، إلى الخطابة وتستدعيه الحكومة من بلد إلى بلد.
وتعزل الحكومة (ناصر الدين بن أبى البقاء) لامر ما من قضاء مصر، فيستدعي لها (ابن جماعة) من القدس، ثم يتحدث ناس
Bogga 154