وفيه في يوم الأربعاء سابع عشر منه، ووافق الرابع من مِسْرَى من شهور القبط أخبر ابن أبي الرذّاذ بوفاء النيل (^١).

وفيه في يوم الخميس ثامن عشرينه، نزل المقام الناصري محمد ابن (^٢) السلطان ومعه حاجب الحجّاب وجماعة أُخَر لكسر الخليج، فركب البحر إلى المقياس وخلّقه على العادة، ثم نزل في الحرّاقة إلى السدّ فكسر الخليج بحضوره، ثم ركب المركوب المحضر إليه من الإسطبل السلطاني بالسَرْج الذهب والكنبوش الزرْكَش، وطلع إلى القصر (^٣) وخُلع عليه على العادة، وكان يومًا مشهودًا (^٤).

وكانت زيادة النيل في هذه السنة من عجائب الزيادات، فإنه زاد من يوم الابتداء بالزيادة من عشرين المحرّم كما قدّمنا قليلًا قليلًا. ثم في يوم السبت السادس والعشرين من صفر زاد ثمانية أصابع، ثم زاد اثني (^٥) عشر إصبعًا، ثم زاد ثلاثين إصبعًا، ثم عشرين، ثم عشرة، وعشرة أخرى، وعشرة أيضًا في ثلاثة أيام متوالية، فزاد في خمسة أيام ثمانين (^٦) إصبعًا، وهذه من غرائب الزيادات ونوادرها (^٧).

وفيها في يوم الأحد مستهلّ ربيع الأول الشريف طلع القضاة للتهنئة بالشهر للقلعة على العادة، ومع القضاة من يلوذ بهم من نوابهم على عادتهم في الطلوع مع مستنيبيهم للتهنئة، وكان من جملة النواب الحنفية الشهاب ابن (^٨) عبيد اللَّه (^٩)،

(^١) خبر وفاء النيل في: السلوك ج ٤ ق ٣/ ١٢٦٥، ونزهة النفوس ٤/ ١٩٥، ونيل الأمل ٥/ ١١٩، وبدائع الزهور ٢/ ٢٢٤.

(^٢) في الأصل: "بن".

(^٣) في الأصل: "القصه".

(^٤) المصادر السابقة.

(^٥) في الأصل: "اثنا".

(^٦) في الأصل: "ثمانون".

(^٧) إنباء الغمر ٤/ ١٥٤.

(^٨) في الأصل: "بن".

(^٩) في نيل الأصل ٥/ ١٢٠ "عبد الله"، والتصحيح من: إنباء الغمر.