المطلب الأول
أصل الكتاب ، ومصادره
توطئة:
ألّف الإمام ابن حزم في علم الفقه أربعة كتب، دوَّن فيها فقهه واجتهاده، وهذه الكتب هي :
١ - الخِصَال الجامعة لجمل شرائع الإسلام في الواجب والحلال والحرام، وسائر الأحكام على ما أوجبه القرآن والسُّنة والإجماع(١). وهو أولها، وأصل كتابه الإيصال.
٢ - الإيصال إلى فهم كتاب الخِصَال(٢). وهو أكبرها، شرح فيه ابن حزم كتابه الخصال، وأورد فيه أقوال الصحابة، والتابعين، ومن بعدهم من أئمة المسلمين في مسائل الفقه، والحجة لكل طائفة وعليها، والأحاديث الواردة في ذلك، من الصحيح والسقيم بالأسانيد، وبيان ذلك كلّه وتحقيق القول فيه(٣).
٣- المجلَّى بالاختصار(٤). وهو أصغرها، يحوي مسائل الفقه مُختصرة، وهو المتن الذي عمل ابن حزم عليه شرحاً سمّاه بـ (المحلَّى).
ومع أهمية هذه المؤلفات الثلاثة، وحاجتنا لها في معرفة فقه ابن حزم واجتهاداته، والاطلاع على علمه الغزير الذي كان مسطّراً ومُدوناً فيها، إلاّ أنه لم يصلنا منها شيء.
(١) ينظر: سير أعلام النبلاء ١٨/ ١٩٣، البلغة في ترجم أئمة النحو واللغة، ص ١٤٧، كشف الظنون ١/ ٧٠٤.
(٢) ذكره ابن حزم في مواطن كثيرة من كتبه، ينظر على سبيل المثال: المحلى ١٠٥/١، ٢٤٢/٧، الإحكام ١/ ٧١، ٤ / ٤٩٤، النبذ في أصول الفقه الظاهري، ص ٦٠.
وممن ذكره أيضاً : ابن بسَّام في الذخيرة ١/ ١٧١، ياقوت الحموي في معجم الأدباء ٤/ ١٦٥٧، السيوطي في طبقات الحفاظ، ص٤٣٦، المقري في نفح الطيب ٢٩٤/٢.
(٣) ينظر: جذوة المقتبس، ص٣٠٩.
(٤) ذكره ابن حزم في المحلى ١ / ٩٠، والذهبي في تذكرة الحفاظ ٣/ ١١٤٧، وكذلك في السير ١٨/ ١٩٤.